بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
حلّ عيد الأضحى المبارك على مدينة درعا لهذا العام في ثوب جديد خال من القصف بشكل كامل تقريبا، ويختلف عما ألفه سكان الأحياء الثائرة في المدينة، الذين اعتادوا على أصوات قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة التي لم تهدأ طيلة سنوات ولا يبتعد عنها أصوات الطائرات الحربية وصواريخ الفيل التي خيمت على أجواء العيد الفائت.
ويعتبر عيد الأضحى الحالي، الضيف الذي لطالما طال انتظاره في درعا خاصة مع ما عاناه سكان المدينة لأشهر سبقت اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، منهياً كابوسا لا يزال يخيم بظلاله على منازل المدنيين المدمرة في الأحياء المحررة، فقد شهدت درعا خلال الخمسة أشهر الماضية أعنف حملة عسكرية تعرضت لها المدينة، فقد خلالها أكثر من ربع المدنيين منازلهم نتيجة القصف غير المسبوق.
وعن أجواء العيد في ظل عودة المدنيين إلى مدينة درعا، قال الناشط الميداني أحمد موسى لبلدي نيوز "عادت إلى أحياء مدينة درعا أكثر من 600 عائلة خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت قد تعرضت للتهجير في الأشهر الماضية بسبب الحملة العسكرية لقوات النظام وميليشيات إيران بدعم جوي روسي، لكن هناك الكثير من العائلات لم تستطع العودة بسبب تدمر منازلها بشكل كامل نتيجة القصف الجوي والصاروخي العنيف".
وأضاف موسى "بالرغم من عودة الكثير من العائلات إلى أحياء المدينة؛ فإن الحركة التجارية وأجواء العيد لم تعد إلى سابق عهدها بسبب الضيق المادي والمعيشي الذي يعيشه سكان المناطق المحررة، ولكن المدنيين استقبلوا العيد بما يمتلكون من ماديات وإمكانات كأول عيد يمر دون وجود قصف إلى حد ما".
"فادي محاميد"، وهو أحد سكان الأحياء المحررة من درعا تعرض للتهجير لأشهر نتيجة القصف المتواصل من قوات النظام على أحياء المدينة، وعاد إلى منزله من حوالي الأسابيع، يقول لبلدي نيوز "إن الحملة العسكرية التي شهدتها مدينة درعا غير مسبوقة بكل المعايير، فهي المرة الوحيدة على مدى ست سنوات من الثورة السورية ينزح بها كامل سكان المدينة دون استثناء أحد هربا للنجاة بأرواحهم إلا المقاتلين على الجبهات".
وأوضح المحاميد "العيد الحالي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ مدينة درعا في ظل الثورة، فهو الأول من حيث الهدوء وحركة المدنيين وعدم وجود القصف، ولكن ما يعكر صفوه هو الدمار الكبير الذي لحق بمنازل المدنيين مما منع العديد من العائلات من العودة لمنازلها، وبالإضافة إلى ارتفاع الأسعار الملحوظ في كافة المواد والسلع خاصة منها التي يزداد شرائها في الأعياد كالملابس والحلويات وغيرها من المواد".
وبالرغم مما تشهده مدينة درعا من أوضاع مادية ومعيشية صعبة ألا أنها لم لم تمنع العديد من أصحاب المحال التجارية من فتح محالهم أمام المدنيين العائدين حديثا إلى أحياء المدينة، مما ساهم بشكل واضح في إعادة الحياة إلى الأحياء المحررة، وعودة الفرح لقلوب الناس ينقصه فقدان أحباء لا يمكن التعويض عن فراقهم.