بلدي نيوز-(طارق الخوام)
أدت سيطرة قوات النظام على القطاع الجنوبي في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، إلى فقدان مخزون كبير من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة التي كان يستفيد سكان الغوطة من ثمرها وحطبها في فصل الشتاء، وبعد استيطان قوات النظام في تلك المناطق بدأت بقطع الأشجار وبيعها في الأسوق داخل العاصمة دمشق بأسعار تتراوح بين (80 إلى 100 ل.س) بينما وصل سعر الكيلو الواحد في الغوطة الشرقية إلى 225 ل.س.
وقال المهندس الزراعي (آدم الخطيب) لبلدي نيوز إن القطاع الجنوبي يعتبر السلة الغذائية للغوطة الشرقية بسبب خصوبة أراضيه، حيث يضم أكثر من 100 ألف شجرة مثمرة.. وهذا القطع الغير منظم للأشجار من قبل قوات النظام، أسفر عن فقدان الأهمية الزراعية للمنطقة، وتحويلها تدريجياً على مناطق خاوية من الأشجار وخاصة المثمرة.
وأضاف (الخطيب) أن بعض الأشجار تحتاج أحياناً إلى أكثر من 5 سنوات حتى تنتج الثمار، وهذه فترة طويلة على منطقة محاصرة كالغوطة الشرقية.
بدوره، أفاد شخص يقطن في منطقة جرمانا، ورفض الإفصاح عن اسمه، لبلدي نيوز، إن "عدداً من الأسواق تنتشر في العاصمة دمشق، وخاصة في منطقة جرمانا والدويلعة والسيدة زينب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وتمتلئ هذه الأسواق بالأطنان من الأشجار المقطوعة من مناطق الغوطة كالمليحة، والقطاع الجنوبي مثل ببلدة زبدين ودير العصافير وحتيتة الجرش وبزينة".
وأردف: "هذه الأسواق أُنشأت منذ سيطرة قوات النظام على عدد من مناطق الغوطة الشرقية، وخاصة تلك التي تحوي الكثير من الأشجار، حيث نشاهد كل فترة في منطقة جرمانا الكثير من السيارات تحمل أشجار مثل الجوز و المشمش، التي كان يستفيد منها سكان الغوطة".
وكانت بعض المؤسسات في الغوطة الشرقية أطلقت عدداً من المشاريع الزراعية، وهي زراعة أكثر من 18 ألف غرسة لتعويض النقص في الأشجار المثمرة، خاصة تلك التي قطعت من أجل التدفئة في فصل الشتاء والطبخ بسب غلاء مادة الغاز والمحروقات، ما يعتبر تهديدا حقيقيا بتصحر الغوطة.
يذكر أن الخناق ضاق على الفلاحين والمدنيين بعد سيطرة قوات النظام على تلك المناطق، حيث خسر الكثير من الفلاحين محاصيلهم الزراعية بعد عناء وتعب، والتي تقدر قدرتها الإنتاجية بنحو مئة ألف طن من المحاصيل الزراعية، حسب المكتب الزراعي في ريف دمشق.