بلدي نيوز-(طارق الخوام)
يعمل نظام الأسد وفق خطة مبرمجة تهدف إلى إعادة ترتيب المجتمع في المناطق التي يسيطر عليها، وتحطيم جميع القيم والمقدسات الدينية لدى الأكثرية السورية المضطهدة، حيث يستخدم هذا النظام شخصيات دينية مخابراتية، تربت في كنف هذا النظام وعلى يد مشايخ مختارين بعناية من مؤيديه مثل حسون وكفتارو وغيره، وهدف هؤلاء الأشخاص تشويه الدين ككل، والعمل على ازدراء وتحقير جميع المقدسات لدى "الأكثرية" في سوريا.
خطيب الجامع الأموي الكبير بدمشق المدعو "مأمون رحمة" أحد أكثر الأبواق التي يستخدمها النظام في هذا الدور، والذي يؤكد موقعه المهم الذي يعتبر أحد أهم مواقع الخطابة في سوريا، أنه مقرب جداً من النظام، ومن المفتي حسون.
(رحمة) قال في خطبته الأخيرة إن على كل سوري مسلم فاته الحج صعود جبل قاسيون، واصفاً هذا الجبل بأنه "جبل الانتصار والعزة والكبرياء"، وتداول العديد من السوريين خطبته بكثير من السخرية والاستهجان، واعتبروها ضمن الحملة المنظمة التي يشنها النظام على مقدسات السوريين.
لم يكتف هذا الشبيح بقول ذلك، وإنما استرسل في مضيفاً: "إنني أقول لمن فاته الطواف والسعي بين الصفا والمروة، تعال أيها المسلم العربي السوري لنسعى جميعًا على بيوت الشهداء والجرحى"، الأمر الذي عده السوريون هجوما غير مباشر على أحد أعظم مقدسات السوريين المسلمين، عندما يشبه السعي بين الصفا والمروة بالسعي على بيوت الشبيحة الذين قتلهم السوريون دفاعاً عن أنفسهم.
ضابط منشق عن جيش النظام خدم سابقاً في قاسيون، أكد لبلدي نيوز أن جبل قاسيون أحد أهم المراكز العسكرية لجيش النظام منذ استلام الأسد للحكم، وقمته تعتبر منطقة عسكرية، لا يمكن إلا لعناصر محددين ومختارين من الحرس الجمهوري والأفرع الأمنية الوصول إلى قمته، في حين تنتشر الكباريهات والمواخير؛ التي أنشأها مؤيديو النظام حول الطريق الدائري المبني حول الجبل، الذي يسعى النظام لتحويله من منطقة مقدسة (بسبب وجود قبري سام بن نوه ونبي الله ابراهيم وربما سيدنا أدم في هذا الجبل)، فضلا عن الأهمية الاستراتيجية والعسكرية، فجبل قاسيون أحد أهم ركائز النظام في السيطرة على دمشق وسوريا، وتوجد عليه وحدات كبيرة من الحرس الجمهوري، وأنواع المدفعية والراجمات المختلفة التي دمرت معظم ريف دمشق.
من جانبه أوضح الناشط الإعلامي (أبو كرم الدمشقي) لبلدي نيوز أن جبل قاسيون الذي يطلب رحمة من السوريين الصعود إليه لقضاء فريضة الحج، قد تحول منذ عام 2011 إلى ثكنة عسكرية محصنة بالحواجز، كواحدة من أهم القواعد العسكرية للنظام، التي يقصف منها أحياء دمشق المعارضة وبلدات ريف دمشق.
وفي سياق متصل، قال الصحفي (غياث أبو الذهب) لبلدي نيوز: "مأمون رحمة، يعتبر بوقاً للنظام، وليست المرة الأولى التي يفاجئنا بتصريحاته الغبية، التي يتبرأ الدين منها، حيث رحب في إحدى خطبه السابقة بالتدخل الروسي، وتنفيذ ضربات جوية روسية للمدن السورية، واصفاً الرئيس فلاديمير بوتين بالعملاق والمحبوب الذي حطم أسطورة الأمريكيين في العلو والجبروت".
يمكن النظر إلى تصريحات خطيب الجامع الأموي، كحلقة ضمن سلسلة عمليات التدجين والاستهزاء بالمقدسات التي ينفذها النظام، والتي تعتبر بشكل أو بأخر من ضمن أجزاء عملية التغيير الديموغرافي، فهي موجهة للمدنيين في مناطقه، والذين يسعى لإبعادهم عن موروثهم الديني، وإجبارهم على التشييع وأول خطوات هذه العملية هي تشويه موروثهم الديني، والعمل على تدمير أي قدوة أو مقدس، ثم العمل في المرحلة الثانية على التغيير المذهبي والتشييع.
وكانت لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف السوري المعارض، سحبت ملف الحج هذا العام من النظام، ووصل قرابة 15 ألف حاج من داخل وخارج سوريا إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وفق إحصائيات اللجنة، حيث غادروا عبر دول جوار سوريا، تركيا والأردن ولبنان، بالإضافة لمصر.
بينما اعتبر وزير الأوقاف في حكومة النظام عبد الستار السيّد، أن فريضة الحج مسقطة للسوريين لأن شرط الاستطاعة غير محقق.
يذكر أن "رحمة" من مواليد بلدة كفربطنا المعارضة للنظام، ومن المعروف عنه تعامله مع الفروع الأمنية قبل اندلاع الثورة السورية، وألقى أول خطبه بالمسجد الأموي بتاريخ الثامن من شهر تموز عام 2013، واشتهر بالتغني بإيران ونظام الأسد وروسيا.