بلدي نيوز- (عبدالله محمد)
بعد معاناة سنين عديدة في مخيمات النازحين بريف إدلب الغربي، بدأ النازحون يتركون خيمهم المهترئة ويعودون إلى منازلهم أو ما تبقى منها، بعد الدمار الكثيف الذي لحق بالمدن المحررة، جراء قصف النظام الكثيف مؤخرا على قرى الناجية وبداما والزعينية ومدينة جسر الشغور وريفها.
(عبد الجبار خليل) مدير مخيم البنيان المرصوص، قال في حديثه لبلدي نيوز "شعرت بفرح الكثير من الأهالي بعد معاناتهم الطويلة في مخيمات النازحين، فكثير من العوائل اليوم بدأت بتسليم خيمها والذهاب إلى منازلهم وأغلبهم من مدينة جسر الشغور وريفها".
وأضاف (خليل) "أكثر من 10 عوائل قد غادرت المخيم وهناك عدد آخر بدأ يفكر ويتجه للعودة إلى منزله، بعد أن عانت الكثير من بداية تحرير مدينة جسر الشغور ونقل المخيم أكثر من ثلاث مرات بين مناطق محررة بسبب قصف الذي يطال المخيم".
وأكمل بالقول "رغم فرحة الأهالي ما زال يعتصر قلبنا حزنا على فراقهم بعد أن عشنا سنين مع بعضنا، وحزنا على العوائل التي بقيت ولم تتمكن من العودة إلى منازلها التي قد دمرها النظام والروس، أو ما زالت قراهم محتلة".
وعن أسباب العودة، قال (خليل) "إن الناس سئمت من حياة المخيمات التي لا تقي الخيمة برد الشتاء ولا حر الصيف، وأيضا ضعف المساعدات المقدمة لهم وسئموا الاعتماد على المساعدات ظل عدم وجود عمل في المخيمات، فذهبوا إلى مدنهم من أجل البحث عن عمل سواء في التجارة أو الزراعة وكسب لقمة عيشهم".
(خالد يوسف) أحد سكان قرى ريف إدلب الغربي، قال "قررت مع عائلتي العودة من مخيمات خربة الجوز إلى محيط قريتي، بعد أن ساد هدوء كبير، وبدأ أيضا سكان القرى المجاورة بالعودة رغم بعض الخروقات أحياناً، لكن يبقى سقف منزل أفضل من سقف خيمة مهترئة تشع حرارة كحرارة الفرن، لكن يبقى الخوف الأكبر من غدر النظام، الذي قد يعود للقصف في أي لحظة، خصوصاً أنه لا يوجد أي رقيب أو محاسب له، وحتى ضامن الاتفاق هو أحد أكبر داعميه، ما يجعنا قلقين بشكل دائم من أفعال النظام وغدره".
يذكر أن مخيمات ريف إدلب الغربي تحوي أكثر من ثمانية آلاف عائلة نازحة من قرى جبلي الأكراد والتركمان، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ولا يستطيع أهلها العودة إليها، في حين بدأت مظاهر الحياة المستقرة تعود تدرجياً لقرى مدينة جسر الشغور المحررة، مع عودة الأسواق والمياه والكهرباء إلى المنطقة، التي كانت مدينة أشباح قبل شهور قليلة.