بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
شهدت المناطق المحررة جنوب سوريا، عودة عشرات العائلات اللاجئة والنازحة إلى بيوتهم، بعد هدوء المعارك وتحسن الأوضاع الأمنية، عقب تنفيذ اتفاقية "خفض التصعيد" التي شملت مناطق جنوب غرب سوريا في محافظتي درعا والسويداء.
حول هذا الموضوع السيد "منير أبازيد" الرجل السبعيني الذي عاد إلى الأحياء المحررة في مدينة درعا، قادماً من الأردن، قال في حديث خاص لبلدي نيوز: "أشعر بالارتياح لأنني عدت إلى وطني ومدينتي، ورغم أن بيتي مدمر جرّاء القصف السابق من قوات النظام على درعا البلد، إلا أنني سعيد بالعودة".
وأضاف "أبازيد": "أجبرنا منذ ثلاث سنوات على الخروج من منازلنا ومدينتنا ووطننا، هربا من القصف الهمجي لعصابات الاسد وطيرانه الذي لم يسلم منه الحجر ولا البشر، وفور هدوء الأحوال قررت العودة إلى درعا، بيد أن عدداً من أفراد عائلتي بينهم أبنائي ما زالوا في الأردن، حيث أنهم بحاجة إلى العمل لتوفير متطلبات عوائلهم".
وأضاف "الحاج منير": "بالنسبة لي اعتبر مدينتي ووطني جزء مني ولا قدرة لدي للاستغناء عن وطني، واليوم أعود إلى درعا بعد في أول فرصة مناسبة، لكن معظم السوريين في الخارج يفضلون البقاء في الغربة، طالما مدنهم وبلداتهم محتلة من قبل جيش النظام وزبانيته من الميليشيات المجرمة".
بدورة يقول "أبو حسين السعدي" أحد سكان مخيم "الزعتري" في الأردن، والذي عاد مؤخراً إلى بيته بريف درعا: "بالرغم من الأمان والاستقرار الذي يشهده المخيم، إلا أنه بالنهاية يبقى مخيماً، ونحن ننتمي لأرضنا وليس للمخيمات، وكنا نرغب بالعودة لها بأقرب فرصة ممكنة" مضيفاً "عدت انا وعائلتي منذ أيام، بسبب ما نعانيه في مخيم الزعتري من قلة الخدمات وسوء الأوضاع المعيشية، ونرجو ألا يعود القصف لمدننا وبلداتنا حتى نتمكن من الاستقرار والعيش كسائر البشر، إلا أن النظام وقواته المجرمة لا عهد لهم ولا ذمة، ولا أستبعد أن يشنوا هجمة عسكرية على درعا في أي وقت".
عشرات العائلات السورية من أهالي الجنوب، يعودون إلى مدنهم وقراهم، أملاً في أن يستقر الحال دون قصف ولا موت، بعد أن هربوا مرتين في ظل هذه الحرب الوحشية التي تشنها قوات النظام وحلفائها على الشعب السوري، مرة من القصف في بلادهم، ومرة أُخرى من الأوضاع المزرية في مخيمات اللجوء في البلدان المجاورة.