بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في الرقة، اليوم الخميس، وذلك للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين بالمدينة بالخروج منها، وحثت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسقطت ضحايا بالفعل.
وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للصحفيين في جنيف "يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات.. يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم"، حسب وكالة رويترز.
وأضاف "الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن.. هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي الدولة الإسلامية يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان".
وتعرضت مدينة الرقة خلال أيام قليلة لم تتجاوز الأسبوع، لأكبر حملة إبادة بحق المدنيين المحتجزين في أحياء المدينة، والذين لم يكونوا يوماً محور اهتمام الأطراف التي تتنازع، حيث ارتكبت طائرات التحالف ومدفعية ميليشيات "قسد" مجازر مروعة بحق المدنيين، وقتلت أكثر من 100 مدني، قضت خلالها عوائل بأكملها، بشيبها وشبانها ونسائها وأطفالها.
وحسب مصادر محلية إعلامية من الرقة، توزعت المجازر التي تسبب بها التحالف في المدينة على الشكل التالي (مجزرة حي السخاني، ومجزرة شارع المعتز، ومجزرتي حارة البدو، ومجزرة نازحي تدمر، ومجزرة الحديقة البيضاء في حي التوسعية)، وأكدت المصادر أن جميع هذه المجازر هي حصيلة أيام قليلة لم تتخط الأسبوع.
وفي هذا السياق؛ تقول إحصائيات غير نهائية، بأن أعداد الشهداء من المدنيين، قارب 2000 مدنياً، قضوا بمختلف أنواع الأسلحة من قصف جوي ومدفعي وألغام، تكفل بها كل من "التحالف وميليشيات قسد وتنظيم الدولة"، حيث آلة الموت العبثي، تتربص بهم في كل مكان، سواء من استجار بأقبية المساكن، أو من حاول الفرار والنجاة بروحه، بطرق شتى.
وقال مدير فرع الهلال الأحمر في الرقة، فواز العساف، بتصريحات سابقة بالأسبوع الأول من الشهر الجاري، إن التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية يتبعان سياسة الأرض المحروقة، حيث تم تدمير أكثر من 65 منشأة حكومية، إضافة إلى مباني الدوائر الحكومية والمدارس والأفران والمصارف والأسواق.
وأعلنت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي معركة الرقة في حزيران/يونيو الماضي، وتمكنت من السيطرة على نحو 45% من المدينة، حسب تصريحات التحالف الدولي.
وأجبرت المعارك عشرات آلاف المدنيين على المغادرة في ظروف أمنية صعبة جدا أدت الى استشهاد أو إصابة المئات منهم، وحسب تقديرات الأمم المتحدة فأن أكثر من 200 سوري نزحوا من مناطقهم في الرقة منذ شهر نيسان/أبريل الماضي.