بلدي نيوز - (كنان سلطان)
تنتشر مخيمات عشوائية على تخوم المدن التي تسيطر عليها ميليشيات "الإدارة الذاتية"، التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي"ب ي د" الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وبشكل خاص في محافظة الحسكة، التي تعد بوابة العبور من مناطق تنظيم "الدولة" باتجاه مناطق الشمال السوري.
تقيم "الإدارة الذاتية" مخيمات في كل من بلدة (الهول) وهو مخيم يعود تاريخ إعداده إلى حقبة التسعينيات، لإيواء الفارين من الحرب في العراق وقتذاك، ويبعد عن مدينة الحسكة بنحو 50 كم، بالقرب من الحدود العراقية السورية الشرقية، بالإضافة إلى مركز يتجمع فيه المئات من العراقيين والسوريين في منطقة (رجم صليبي) يفصل بين سيطرتي تنظيم "الدولة" وميليشيات "قسد".
وهناك مخيم أنشأ حديثا للقادمين من دير الزور، في منطقة "السد الجنوبي" على تخوم مدينة الحسكة من الجهة الجنوبي، فضلا عن استحداث مخيم في منطقة (أبو خشب) في منطقة صحراوية تفصل بين الحسكة ودير الزور.
تشترك جميع هذه المخيمات بأنها مخيمات عشوائية، أعدت على عجل، هدفها احتجاز المدنيين الفارين من جحيم الحرب، ومنعهم من بلوغ غاياتهم بالوصول إلى مناطق أكثر أمناً، وهي تفتقر بكليتها لمقومات العيش والسكن، حيث يزيد عدد المحتجزين عن قدرة استيعاب الخيام البالية بأضعاف.
ويعاني المدنيون في هذه المخيمات التي أطلق عليها "مخيمات الموت" وقد شهدت عددا من حالات الوفاة لأشخاص كانوا بأمس الحاجة للعلاج والرعاية الصحية، يعانون أوضاعا إنسانية غاية في السوء، في ظل ما يلقونه من سوء المعاملة، ونقص في كل شيء من شأنه أن يمنحهم الاستمرار والبقاء، فهم يعيشون على نفقتهم في ظل أجواء صيفية حارقة.
وعن الأوضاع المزرية التي يعايشها نازحو محافظة دير الزور، يقول أحد المدنيين المحتجزين في تسجيل مصور بثته حملة "مخيمات الموت" واصفا الوضع فيها فيقول "الوضع الإنساني هنا أشبه بحالة الإعدام المؤجل، ويعد انتحارا بعد الهروب من مناطق التنظيم".
ويضيف مخاطبا الميليشيات الكردية القائمة على إدارة هذا المخيم: "أنتم تعملون على حرقنا، لو كنتم تمتلكون قليلا من الشرف لما كنتم أقمتم هذا المخيم على تخوم مكب النفايات، نحن لم نأتِ لنقيم عندكم، على الرغم من أنه وقبل وصولنا إلى مخيماتكم، تناهى إلى مسامعنا حسن السيرة وطيب المعاملة، وهذا ما لم نلمسه منكم".
ويضيف: "أطفالنا داهمهم المرض جراء الأوساخ وقلة الرعاية والمياه"، ويؤكد أن كل ما يقدم في هذا المخيم هو مدفوع التكاليف من جيوبهم، ويقول "لم نعد قادرين على التحمل أكثر فقد نفذ كل ما لدينا من مال".
ويزيد في حديثه "المخيم يفتقد لأدنى الشروط الإنسانية، تعرض بعض المقيمين في المخيم للسعات عقارب سامة"، ويضرب مثلا عن أحد أقاربه فيصف الحالة "تعرض ابن عم لي للسعة عقرب سامة، نقل على إثرها لأحد مشافي مدينة الحسكة، التي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات، حالة إسعاف بسيطة كلفته 100 ألف ليرة، على مرأى من عناصر الإدارة المسلحين والمكلفين بحراسة المخيم، والمكلفين بمرافقة المريض إلى المشفى".
ويضيف "دفع المريض 60 ألف ليرة لقاء إيصاله وإرجاعه إلى المخيم، فضلا عن مصاريف قاربت 40 ألف ليرة، أنفقت على الحرس المرافقين له".
وتوجه هؤلاء النازحون بنداء لمن هم مسؤولون عن هذا المخيم ومنظمات الأمم المتحدة، لفتح ممرات لهم إما لإكمال طريقهم شمالا، أو العودة من حيث أتوا على الرغم من معرفتهم بعاقبة العودة إلى مناطق التنظيم.
واشتكى المتحدث من سوء المعاملة التي يلقونها من عناصر ميليشيا "ب ي د" وإرهاقهم بالإتاوات التي يدفعونها لقاء كل شيء، فضلا عن الإهانات المقصودة والتي يشبهها كثير منهم بحالة الانتقام من أبناء دير الزور ووصمهم بأنهم "دواعش" حيث لم تسلم منهم حتى الذات الألهية.
وأوضح هذا الشاب بأنهم يدفعون ثمن طعامهم وشرابهم، حيث قال بأنه كل يوم يمضي يكلفه 5000 ليرة ثمن مياه فقط.