بلدي نيوز - الرقة (خاص)
بعد مضي قرابة ثلاثة أشهر على بدء معركة الرقة، التي شنتها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ضد تنظيم "الدولة" في بداية شهر حزيران/يونيو الماضي، سيطرت الميليشيات بدعم من التحالف الدولي، على نصف أحياء المدينة.
الأسابيع الأخيرة من الاشتباكات بين التنظيم و"قسد"، في أحياء الرقة، شهدت انخفاض وتيرة التقدم بالنسبة للميليشيات، وارتفاعاً كبيراً لوتيرة القصف الجوي والمدفعي، من طيران التحالف الدولي، كما قصفت قوات التحالف خلال الأيام الماضية، بعدد من صواريخ (أرض-أرض) أحياء المدينة.
رغم تباطؤ عمليات التقدم، إلا أن ميليشيات "قسد" سيطرت على بعض النقاط الهامة في أحياء مركز المدينة، مثل "نزلة شحادة، وشارع القوّتلي، ودوار الساعة، وأجزاء من شارع الوادي"، أما التنظيم فلجأ إلى تفجير عدة سيارات مفخخة في الأحياء البعيدة عن مركز المدينة، وشن هجوماً على مواقع الميليشيات على الأطراف الشمالية للرقة، في محيط الفرقة 17، واستطاع استعادة السيطرة على قرية الأسدية المجاورة للفرقة، سعياً منه لتخفيف الضغط على مواقعه وسط المدينة.
وتستمر الاشتباكات بين التنظيم والميليشيات وسط الرقة في أكبر شوارع المدينة كشارعي المنصور و23 شباط، وفي شمال المدينة في منطقة البريد وشارع القطار، وفي المدينة القديمة قرب الجامع العتيق، وفي المناطق الشرقية بحي المختلطة، حيث يبدي عناصر التنظيم مقاومة كبيرة بسبب خبرتهم في قتال الشوارع، رغم قلة أعدادهم، وكثافة القصف المدفعي والجوي على مواقعهم.
إنسانياً، ما زال نحو 30 ألف مدني يعانون من الحصار المطبق المفروض عليهم من قبل تنظيم "الدولة" وميليشيات "قسد"، حيث يستهدف التنظيم أي محاولة للمدنيين للهروب من الأحياء التي يسيطر عليها، بينما تستهدف الميليشيات أيضاً معظم الفارين، وتعتبرهم هدفاً مشروعاً.
يُشار إلى أن أكثر من 1000 مدني استشهدوا نتيجة الصراع الدائر في مدينة الرقة منذ بدء المعركة، 400 مدني منهم استشهدوا في شهر آب/أغسطس الجاري، بينما يعاني المحاصرون داخل المدينة من انقطاع الكهرباء والماء، وشح الأطعمة والمواد الغذائية.