بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
أطلق نشطاء من المحافظات الشرقية لسوريا قبل أيام، حملة إعلامية تحت عنوان "مخيمات الموت" لتسليط الضوء على ما يعانيه أيناء محافظات "دير الزور والرقة والحسكة" في مخيمات النزوح، التي لجأوا إليها خلال السنوات الماضية، نظراً لما شهدته مناطقهم من معارك وقصف ومجازر يومية، من قبل طائرات النظام والروس والتحالف الدولي، وعلى الأرض الممارسات التي قامت بها ميليشيات "قسد" الانفصالية والنظام وتنظيم الدولة.
فعلى مدار سنوات عدة نزح الآلاف من المدنيين من مناطقهم في المحافظات المذكورة هرباً من الموت الذي لاحقهم في كل مكان بأشكال متعددة، لتكون نهاية المطاف بهم في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية، تصاعدت أوضاعهم صعوبة مع توافد المزيد من المهجرين، بعد احتلال ميليشيات "قسد" للعديد من المناطق بريف الرقة، ووصول المعارك لمدينة الرقة التي تأوي آلاف المدنيين، والقصف المستمر من التحالف الدولي على ريف الرقة وقصف النظام وروسيا على دير الزور.
وتنتشر المخيمات في ثمانية مناطق على شكل تجمعات رئيسية في الرقة والحسكة وعلى الحدود الأردنية، أبرزها "مخيم الكرامة" في الرقة والذي يضم 30 ألف نازح من ريف الرقة وحلب ودير الزور، ومخيم "عين عيسى" الذي يضم قرابة 8 آلاف نازح، ومخيمات "السد" يضم قرابة 6 آلاف نازح، و"المبروكة" يضم 3 آلاف نازح، ومخيم "رجم الصليبي" يضم قرابة 10 آلاف نازح، ومخيم "الهول" وفيه قرابة 10 آلاف نازح وتنتشر في ريف الحسكة، وتخضع لميليشيات "قسد" الانفصالية.
أيضاَ تنتشر العدد من المخيمات على الحدود السورية الأردنية، بعد أن وصل أبناء المنطقة الشرقية إلى الحدود هرباً من القصف والموت الذي لاحقهم حتى مناطق نزوحهم، حيث يعتبر مخيم "الركبان" والذي يضم 68 ألف نازح، أحد أكبر المخيمات في المنطقة، إضافة لمخيم "الحدلات" ويضم قرابة 5 آلاف نازح، وتواجه هذه المخيمات أوضاعاً إنسانية بالغة في الصعوبة بعد توسع قوات النظام في ريف السويداء واقترابها من المنطقة.
وتعيش المخيمات التي تضم النازحين من المنطقة الشرقية عموماً أوضاعاً إنسانية صعبة، جراء عدم توفر المساعدات الإنسانية، وضعف الخدمات بل انعدامها في العديد من هذه المخيمات لاسيما الخدمات الطبية والصرف الصحي التي خلفت أمراض كثيرة انتشرت بشكل كبير، إضافة لندرة المياه والتي تعتبر أحد أبرز المشكلات التي تواجه قاطني المخيمات، هذا عدا عن عمليات التضييق المستمرة وتقييد حركتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، وإغلاق الحدود الأردنية في وجه النازحين.
وكان تحدث مدير المكتب الإعلامي بمنظمة جسور الأمل العاملة في مخيم الركبان، عماد أبو شام لبلدي نيوز: عن وضع المخيم بالقول: "منذ حوالي الأسبوعين بدأ مخيم الركبان يخضع لحصار مطبق بعد تقدم قوات النظام على طرق الإمداد الوحيدة للمخيم، مما تسبب بانقطاعها تماما".
وأضاف (أبو شام): "المواد الأساسية في المخيم مقطوعة تماماً من زيت وطحين ومواد أخرى، وفي حال وُجدت في المخيم فإن أسعارها مرتفعة جداً، وقد يصل سعر كيلو الطحين لثلاثة دولارات، وهو فوق طاقات العائلات الموجودة في المخيم، فأغلب العائلات لا تستطيع شراء الطحين المخصص لتحضير الخبر، ولا يزال حتى اليوم انقطاع المواد الغذائية عن المخيم، ويقتصر ما يوجد في السوق التجاري بالمخيم على بعض المواد غير الأساسية، وأوضاع المدنيين في المخيم سيئة للغاية، فغالبية تلك العائلات تقوم على استنفاذ ما لديها من مؤن وطعام، وخلال الفترة القادمة سيتفاقم الوضع، فلا يمكن أن يستمر مخزون الطعام في المخيم طويلا خاصة مع عدم وجود أي مكان للزراعة أو أي شيء من الممكن أن يعوض خسارة المواد الأساسية في المخيم".
وناشد (أبو شام) الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية والغير حكومة للتدخل لحماية مخيم الركبان من الكارثة التي سوف يقع بها خلال الفترة القادمة، في حال استمرار انقطاع المواد عنه، كما ناشد الضمير الإنساني لإنقاذ آلاف العوائل الموجودة في المخيم، لأن الوضع من حيث الموقع الجغرافي لا يعطي سكان المخيم أي إمكانية لاستخدام بدائل عن المواد المقطوعة، فالمواد الداخلة إلى المخيم هي السبيل الوحيد لتزويد السكان بالطعام.
ويستمر انقطاع المواد الغذائية عن مخيم الركبان في ظل حركة نزوح كبيرة يشهدها المخيم، من مخيم حدلات لمخيم الركبان، بعد تكثيف طائرات النظام لغاراتها في المواقع المحيطة وداخل مخيم "الحدلات"، مما تسبب بإفراغه من سكانه بشكل شبه كامل.
ويحتضن الجزء الجنوبي من البادية السورية ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين بالقرب من الحدود السورية الأردنية، تشهد أوضاعا مأساوية خاصة مع تقدم قوات النظام الأخير في البادية واقترابه من تلك المخيمات.
