"اتركوا سوريا".. هل ينجح الشارع الإيراني بإخراج نظام الملالي من سوريا؟ - It's Over 9000!

"اتركوا سوريا".. هل ينجح الشارع الإيراني بإخراج نظام الملالي من سوريا؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)
يستشعر الإيرانيون بوضوح قيام روسيا بحصاد زرعهم في سوريا، "فروسيا تمتلك سياسة استراتيجية تمكّنها من الخروج من سوريا، أما إيران فلا تملك ذلك، وهو ما أدى إلى خسارة إيران كثيراً بوجودها في سوريا"، كما قال رئيس الشؤون الاستراتيجية في "معهد الدراسات السياسية والدولية" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، (مصطفى زهراني).
هذا الوضع يتزامن مع تصاعد أصوات داخلية في إيران، تطالب الحكومة بالنظر للوضع الداخلي الإيراني، بدلًا من تجنيد سياسة خارجية، ولا سيما في سوريا، تكبد البلاد الكثير من الخسائر، وعلى جميع الأصعدة.
في هذا التقرير نتساءل: هل يؤدي الصراع في البيت الداخلي لبدء عملية تحجيم للدور الإيراني في سوريا؟
هتافات "اتركوا سوريا"
"الحق سيظهر لاحقاً لأننا محكومون بالتاريخ، والتاريخ سيذكرنا لاحقاً إذا لم يذكرنا الآن بأننا أجرمنا في سوريا، وأحقية التاريخ سوف تديننا بسوريا، نحن مدانون بسوريا"، بهذه الكلمات هاجم طالب إيراني جرائم بلاده في سوريا في كانون الأول الماضي.
الشاب الذي قاطعه الجمهور أكثر من ثلاث دقائق بالتصفيق الحار، استمر يقول أمام نائب رئيس برلمان إيران علي مطهري: "نحن نسمع رواية واحدة فقط عن سوريا، نحن نريد أن نعلن موقفنا، نحن نريد إيصال صوتنا، نحن ضد ما تفعله بلادنا بسوريا، وحتى علي مطهري الذي هو بجانب الشعب لم يُدن الرواية الإيرانية عن سوريا".
وفي أيار الماضي أيضًا، تعالت هتافات "اتركوا سوريا"؛ وقد سبقها بعض الاحتجاجات التي لم تخل من طلب الإيرانيين ترك التدخل في سوريا والاهتمام بالشأن الداخلي المزري، وشهد الشارع الإيراني على فترات متقطعة تظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب القيادة الإيرانية بالانسحاب من سوريا بعد الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي منيت بها إيران نتيجة تدخلها لدعم النظام السوري في مواجهة الثورة السورية، وذلك في وقت تعاني فيه إيران مشكلات اقتصادية خطيرة تستدعي أن توجه كل طاقاتها لمعالجتها بدلا من إنفاق مليارات الدولارات في سوريا وغيرها من البلدان التي تستهدفها إيران.
المرشد لن يستجيب للضغوطات
يؤكد المختص بالشأن الإيراني (أسامة الهتيمي) أن الضغوط الداخلية على ملالي إيران والتضييقات التي تمارسها روسيا فيما يخص الملف السوري لن تكون ذات تأثير لإحداث تحول في السياسة الخارجية الإيرانية بشأن سوريا.
ويبين (الهتيمي) أن ذلك يعود لكون قرار التواجد في سوريا ليس بيد الخارجية الإيرانية، وإنما "بيد المرشد الأعلى للثورة والحرس الثوري التي يتعامل بفوقية لا حدود لها مع المطالب والتطلعات الشعبية إذ هو يمارس وصاية أبوية على الشعب الإيراني، ويرى أنه أكثر دراية بمصلحته وبما يحفظ الثورة الإيرانية الخمينية"، حسب (الهتيمي)، الذي أضاف "إن المرشد والحرس الثوري ينطلقان في اعتقادهما من عدة دوافع، منها ما هو عقدي في المقام الأول ومنها ما هو سياسي واقتصادي، فسوريا التي تحكمها قلة شيعية فيها امتداد جغرافي لإيران، فالذريعة الأساسية لقادة إيران للتدخل في سوريا هو حماية المراقد الشيعية، فضلا عن كونها ممر آمن للبنان وحزب الله اللبناني الذي هو أحد أهم أذرع إيران في المنطقة والتي به ومنذ تأسيسه عام 1982 استطاعت أن ترسخ لأقدامها خلال العقود الماضية، وبالتالي فإن خسارة سوريا أو على أقل تقدير إضعاف الوجود الإيراني فيها يعني افتقاد سوريا ولبنان".
ولا يستبعد (الهتيمي) أثر العامل الاقتصادي سواء ما تعلق بسوريا نفسها وعملية التملك التي تتم الآن على قدم وساق للشركات والشخصيات الإيرانية داخل سوريا، أو لكون سوريا نقطة عبور وممر رئيسي لأغلب مشروعات الغاز التي تعتزم نقل غاز المنطقة إلى أوروبا، وهو الأمر الذي يجعل لسوريا أهمية جيوإستراتيجية تدفع إيران لبذل ما في وسعها من أجل بقاء السيطرة، حسب (الهتيمي).
صراع غير مؤثر
يصف الكاتب والسياسي السوري (أسامة الملوحي) الصراع في الداخل الإيراني بأنه "غير مؤثر"، لكون هذا التباين أو الاختلاف في التيارات السياسية والفكرية لن يخرج عن السيطرة الرسمية لإيران، ويضيف "هناك سيطرة أمنية مخابراتية من قبل مؤسسات ولاية الفقيه... لن تخرج هذه الصراعات والسياسيات إلى العلن، ولن تصل إلى المستوى المؤثر، ولن تخرج عن سيطرة ولاية الفقيه".
ويوضح (الملوحي) لبلدي نيوز أن "القول بوجود صراع داخل البيت الإيراني بين الإصلاحيين والمتشددين، وبأن الوضع أشبه بـ "نار تحت الرماد"، هو أمر تعلقنا به سنوات ولم يحصل شيء، ولذلك مواجهة سلطات ولاية الفقيه يجب أن تكون مواجهة واسعة فيها أفكار إستراتيجية وفيها حل مؤثر ضد هذه السلطات"، ويتابع القول لبلدي نيوز "طيلة فترة الثورة السورية ومن يتوالي الحكم في إيران هم من الجمهوريين الإصلاحيين، ومع ذلك شهدنا هذه السياسية الحاقدة والزخم الطائفي الضخم ضد أهل السنة، وقد عمل روحاني على تغذية الحقد بشكل مبرمج ومؤسساتي محسوب ليصب في النهاية لأغراض سياسية واقتصادية توسعية".
ويشير (الملوحي) إلى أن من يستطع التحرك في الداخل الإيراني هم منظمة (مجاهدي خلق)، مستدركًا "تواصلنا مع المنظمة، فأكد لنا مسؤولوها أن النظام الإيراني صدّر الاحتقان وأزماته الداخلية نحو الخارج، لذلك كانت تحركات (مجاهدي خلق) خارجية، فرغم أن التنظيم عسكري كفأ، لم يقم هذا التنظيم بعمليات عسكرية نوعية داخل إيران".

مقالات ذات صلة

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

حسين سلامي"لم يعد لإيران أي وجود عسكري حالياً في سوريا"

سيناتور أمريكي لفصائل المعارضة "فليكن الله معهم، ولسوريا الحرية"

إسماعيل بقائي "نؤكد أهمية الجهود المشتركة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"

إجراءات جديدة تتخذها العناصر الإيرانية تتعلق بالاتصالات في البو كمال

الفرقة الرابعة الموالية لإيران تستولي على مناطق في بادية دير الزور وتدمر

//