بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
قامت مجموعة من الشبان والشابات الناشطين من أبناء مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي بإنشاء تجمع شبابي أطلقوا عليه اسم "جمع شباب التغيير" وذلك جراء الشتات الذي عانت منه المدينة من فترة نزوح ابتدأت من الشهر التاسع من عام ٢٠١٢ واستمرت حتى تاريخ اليوم .
وحمل التجمع الشبابي عدة شعارات تشجع الأهالي على العودة إلى مدينتهم التي باتت شبه مدمرة، أهمها شعار "بدنا نرجع نعمرها" وشعار "سنحرق الخيام" لإعادة الأمل لأهاليهم وتشجيعهم على العودة وبث روح الإصرار على مقاومة الخراب والدمار وذلك بالإجماع على العودة والاعتماد على الذات ضمن العمل الجماعي .
ولاقت المجموعة استحساناً وترحيباً من قبل الأهالي المتوزعين على معظم نقاط الشمال المحرر والذين يقطن أغلبهم في مخيمات النزوح في "قاح وأطمة وديرحسان وكفردريان" على الحدود التركية، وذلك من خلال التفاعل على صفحة التجمع وتحفيزهم وتشجيعهم .
وعن التجمع وكيف تم التوافق عليه، عرف "حسين البكور" أحد أعضاء إدارة الفريق لبلدي نيوز بأن التجمع مجموعة من الشباب الثائر من أبناء المدينة الذين فرقتهم ظروف الحرب والتهجير اجتمعوا على هدف مساندة أهاليهم من المدنيين وتشجيعهم على إنهاء مسيرة النزوح التي فاقت الخمس سنوات، والسعي من خلال عدة نشاطات أهلية ومحلية وإعلامية لترغيب الأهالي بالعودة، من خلال إعادة تذكيرهم بحياتهم السابقة وجعلهم يشعرون بالحنين لها تارة ومساعدتهم بإعادة الإعمار والترميم والتنظيف لمن عاد تارة أخرى .
وأضاف "البكور" بأن التجمع عبارة عن لقاء شبابي مستمر غير تابع لأية جهة عسكرية أو مدنية، ولا علاقة له بما يعقد من هدن محلية منفردة مع النظام، وأن وجودهم كان بسبب الهدنة الدولية الموقعة في أستانة واستغلال فترة الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة في مساعدة الأهالي على العودة .
وقال الناشط "إن شعار (سنحرق الخيام) الذي انتهجناه هو للانتقام من المعاناة التي عاناها أبناء المدينة في نزوحهم وليصيروا إلى يقين بأن العودة النهائية قريبة ولا عودة إلى الخيام بعد اليوم" .
وعن النشاطات المستقبلية قال البكور بأن لدى التجمع نشاطاً جديداً أطلقوا عليه "رحلة عودة الزيتون" والتي ستنطلق من مخيمات أطمة والكرامة، وهي عبارة عن قافلة من السيارات وآليات النقل المجانية، التي ستقوم بنقل أكبر عدد من شبان المدينة في المخيمات إلى مدينتهم للقيام بحملة تنظيف وإزالة الركام من منازل المدنيين تمهيداً لاستقبال عودة أهاليهم .
ودعا البكور عبر بوابة بلدي نيوز مجلس محافظة حماة والمجلس المحلي وإدارة الدفاع المدني والناشطين من أبناء المدينة للانخراط بالحملة الأخيرة وتقديم الآليات والوقود لمساعدة شباب الحملة في إنجاز مهمتهم، مشيراً إلى أنها بادرة طيبة لإعادة التآلف والمحبة والتكاتف وعدم الاستهانة بطاقات الشباب المتحمس لخدمة بلده واستثمارها خير استثمار .
يذكر أن مدينة كفرزيتا شهدت أطول فترة نزوح في حماة والتي امتدت على مدى خمس سنوات متواصلة، بعد تعرض المدينة بشكل يومي لعشرات الغارات من الطيران الحربي والمروحي فضلاً عن القصف المدفعي من معظم حواجز النظام في المنطقة .