بلدي نيوز – (كنان سلطان)
يحتجز تنظيم "الدولة" آلاف المدنيين داخل مدينة الرقة، بعد أن خسر معظم الريف ونصف أحياء المدينة، إذ يعبتر كل مدني يريد النجاة والخروج من المناطق التي يسيطر عليها وهي آخر ماتبقى له، كافرا، ولا يتهاون في قتل كل من سولت له نفسه مجرد التفكير بالخروج إلى مناطق سيطرة مليشيات "قسد"، وهذا ليس تحليلا، فقد أوردت شهادات عدة، إقدام التنظيم على إعدام مدنيين، وإحراق آلياتهم، قاموا بمساعدة الأهالي وإخراجهم من المدينة.
شهدت الأسابيع الأخيرة من عمر المعركة داخل أحياء الرقة، قتل مئات المدنيين، المدينة التي تنام وتصحو على مجزرة، يتبادل الأدوار فيها أطراف أوغلت في قتل السوريين، غير آبهة بمصيرهم، منها التحالف الدولي المتسلح برخصة قتل عمومي، والحليف الموثوق مليشيات "قسد"، وتنظيم "الدولة"، يضاف لهم طائرات روسيا حليفة النظام.
وتنظيم "الدولة" يتحمل مسؤولية احتجاز المدنيين، الذين يسعى لاتخاذهم كدروع بشرية، في مواجهة التحالف، بقصد التخفيف من حدة القصف الجوي عليه، وهذا الذي لم يفلح به، وقد يكون الهدف من احتجازهم كرهائن ورقة تفاوض وعبور في نهاية المطاف .
وربما يذهب أبعد من ذلك، حيث يسعى التنظيم، باحتجازه لآلاف المدنيين، لتوريط التحالف بمزيد من المجازر بحقهم، لكسب ود وتعاطف العرب السنة، وتصوير الموقف على أن الهدف من هذه الحرب هو القضاء عليهم، ليشعرهم بأن معركتهم وجودية .
في المقلب الآخر؛ من يقتل هو التحالف، الذي يتبنى الحرب على الإرهاب الممثل بالتنظيم، حيث تسعى أمريكا على رأس هذا التحالف، المضي بعيدا في حربها، لحسم هذه المعركة، والخروج منها بمظهر المنتصر، وتجيز لنفسها قتل المزيد من المدنيين، وفق معايير النسب المسموح بها، وخير شاهد على ذلك معركتها في الموصل، إذ تشير التقديرات الأولية إلى مقتل نحو 50 ألف مدني، فضلا عن عشرات المجازر المرتكبة بحق المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا.
وعن هذا الموضوع؛ قال مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه: "تنظيم الدولة لا يتحمل وحده مسؤولية سقوط عدد كبير من الشهداء المدنيين في المدينة"، محملاً طائرات التحالف ومليشيات "قسد" الجانب الأكبر من المسؤولية عن قتلهم.
ودلل على ذلك بالقول: "عندما أرادوا توقيع هدنة مع تنظيم الدولة في مدينة (الطبقة) قبل دخولها؛ أنجزوا هذا الاتفاق عبر وساطات عشائرية، وجنبوا المدنيين مجازر ودماراً بحقهم وحق مدينتهم".
وعن ارتفاع عدد الضحايا؛ أكد المصدر بأن ذلك يعود لرغبة التحالف الدولي ومليشيات "قسد" في تسريع الحسم، ويدخل في ذلك اعتبارات أخرى، منها التواجد التركي على أبواب (عفرين)، وتواجد قوات النظام السوري في الأجزاء الشرقية من الرقة.
ويرى المتحدث بأن تنظيم "الدولة" محاصر داخل المدينة، وهو حال المدنيين كذلك، وأشار إلى وجود عدد كبير من المدنيين، ممن سقطوا برصاص قناصة مليشيات "قسد" أثناء محاولتهم الخروج من مناطق التنظيم، مضيفا بأن تنظيم "الدولة" يعمل على الاستفادة من وجود المدنيين، كوسيلة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، على الرغم من أن التحالف لايأبه بحياة آلاف المدنيين المحاصرين داخل المدينة، وفق المتحدث.