بلدي نيوز – درعا (خاص)
أضحت مدينة درعا السورية جنوب البلاد، كتلة من أطلال المنازل والطرق المدمرة والمغلقة، بعد أشهر من المواجهات العسكرية داخلها وعلى أطرافها بين الثوار وقوات النظام والميليشيات، إلا أن هذا التحول من حالة الهدوء إلى الدمار كان ولا يزال أقل وطأة من أي مكاسب قد تحقق في حال الحفاظ على المدينة والرضوخ آنذاك لضغوطات النظام وميلشياته وتسليم المدينة.
أكثر من 75 بالمئة من الأحياء السكنية في "درعا البلد والمحطة" الخاضعة لسيطرة الثوار، قد تدمرت بشكل كامل أو جزئي، حيث تراكمت مخلفات القصف والردم في مختلف الطرق والشوارع الرئيسية، جاعلة من عمليات المرور والتنقل بين الأحياء مهمة شبه مستحيلة دون وقوع أي حادث من دخول شوارع مستهدفة من النظام أو حادث نتيجة اصطدام بمخلفات القصف.
كل ذلك لم يمنع الثوار بمختلف أطيافهم من تسطير ملحمة تمكنوا فيها من التصدي خلال أشهر لحملة برية وجوية غير مسبوقة على المدينة، حظيت بضوء أخضر دولي في بدايتها شريطة إنهائها بشكل سريع، إلا أن طول أمد المعركة ونجاح الثوار في التصدي لهجمات النظام وميلشياته وتكبدهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، جعل الاستمرارية فيها أمراً مستحيلا ميدانيا وإقليميا ودوليا.
"أبو محمود الحوراني" الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" قال لبلدي نيوز "إن مقومات الصمود التي توفرت في مدينة درعا كانت بفضل وحدة الثوار صفا وكلمة إذ أثبتت غرفة عمليات البنيان المرصوص التي تدير العمليات العسكرية في مدينة درعا، مقدار النجاح في استغلال غالبية الموارد والمقدرات من مال وسلاح من معظم فصائل درعا وتوظيفها في خدمة المعركة المفصلية التي كسرت شوكة النظام وأدت لانهيار كبير في معنويات جنوده، ومن ثم الرضوخ لطلبات إقليمية دولية تتمثل بتطبيق وقف إطلاق النار الذي لطالما النظام لم يأبه به في أي وقف إطلاق نار أو هدنة طبقت كما التزم في محافظة درعا".
تلك المقومات الرئيسية من صمود الثوار ووحدة كلمتهم وصفهم في معارك التصدي لهجمات النظام في مدينة درعا، أثبتت أن للاتحاد قوة كبيرة وإن لم تكن قادرة على أن تحبط مخططات النظام بشكل كامل وتوقف هجماته، فهي من دون شك ستنجح في تخفيف وطأة هجمات النظام والتقليل من تأثيرها كما جرى في أيقونة الثورة مدينة "داريا" التي صمدت طيلة ستة أعوام أمام أعتى أنواع الحملات الأمنية والعسكرية التي أطلقها النظام.
من جانبه قال "أبو أحمد"، وهو أحد سكان مدينة درعا لبلدي نيوز "إن مدينة درعا قد صبرت ونالت النصر فقد أحطبت مخططات النظام في درعا وأفشلتها بشكل كامل وأجبرته على الخضوع للهدنة"، لافتا إلى أن "الحجر الذي تدمر والأرض التي حرقت أشجارها بفعل إجرام النظام باستطاعتنا تعوضيها كما نفعل حاليا في حملة (درعا الأمل) التي أطلقها الدفاع المدني لإزالة مخلفات القصف وفتح الطرق في المدينة، إلا أننا بكل تأكيد لم نكن سننجح في الحصول على حريتنا وإكمال مسيرة ثورتنا في حال سيطر النظام على المدينة التي تعتبر مهد الثورة ورمزاً كبيراً ليس لأهلها فحسب إنما لجميع السوريين".