لماذا انهارت حركة أحرار الشام في إدلب؟ - It's Over 9000!

لماذا انهارت حركة أحرار الشام في إدلب؟

بلدي – (عمر الحسن)
تغنّت حركة أحرار الشام منذ نشأتها بأعداد المقاتلين والسلاح الذي تملكه، والانتشار الواسع في الأراضي المحررة وخاصة في الشمال السوري. إذ كان لها دور كبير في تحرير مساحات واسعة في الشمال السوري، ولكن سرعان ما انهارت أمام "هيئة تحرير الشام" التي فرضت بالقوة سيطرتها على محافظة إدلب بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام.
ويلاحظ المراقب لسير الأحداث السياسية والتفاهمات رفض الحركة قتال "هيئة تحرير الشام" في كل مؤتمر سري أو علني، في الوقت الذي سرعان ما أعلنت فيه الهيئة هجومها على حركة أحرار الشام في مدن سراقب وسرمدا والدانا ومن ثم معبر باب الهوى المعقل الرئيسي للحركة.
ولعل أهم أسباب الحسم هو التفكك بين تشكيلات الحركة وفقدان المركزية والرأي الواحد؛ فبدت الحركة وكأنها فدرالية إذ لكل تشكيل عسكري داخلها كيان وقرارات مختلفة، إضافة لعدم ميل جل عناصر الحركة للقتال مع الفصائل الأخرى، عكس عناصر الهيئة الذين يسيرون على رأي واحد.
ما حصل في إدلب أن "هيئة تحرير الشام" لطالما سربت أنها تطلب الاندماج مع الحركة والأخيرة ترفض، الأمر الذي استفادت منه الهيئة بين عناصرها وبين عناصر وقادة من الحركة نفسها ممن يرغبون بتوحيد الكلمة والصف، وهذا سبب رئيس من أسباب الحسم السريع والانهيار في صفوف الحركة، لأن عدداً كبيراً من عناصر الحركة التزموا الحياد ولم يقاتلوا الهيئة.
فهناك فرق بين مقاتلي التشكيلين؛ فمقاتلو الحركة كما الجيش الحر كانوا مترددين في قتال الفصائل، وكثير من مقاتلي الحركة يرون في قتال الهيئة خطأ يصب في مصلحة النظام، على عكس مقاتلي الهيئة الذين يرون الصواب ما اختاره قادتهم لا ما يشعرون به أو يعقلونه، وهذا ما شكل نقطة فارقة وتحول بمسار المعركة بين الفصيلين.
كما أن الهيئة استفادت من ذلك من خلال إقناع عدد من الألوية والكتائب في الحركة بعدم القتال لإخراجها من حساباتها، وإضعافها وخاصة أن عدد من هذه التشكيلات تمثل قوة كبرى في الحركة.
ومن الأسباب أيضاً الخطة العسكرية التي أعدتها "هيئة تحرير الشام" في الوقت الذي ظهر جلياً عدم الاستعداد من قبل الحركة، حيث عملت "تحرير الشام" على تقطيع أوصال المعاقل الكبرى للحركة في سراقب ومدن شمالي إدلب وجبل الزاوية، حيث دعمت حواجزها بين هذه المواقع قبل أيام عدة من المعركة.
كما تجنبت "تحرير الشام" الغوص في البلدات والقرى الغير استراتيجية وتركزت اشتباكاتها على أطراف جبل الزاوية ومدينة سراقب ومدينتي سرمدا والدانا المهمتين، وبعد فرض السيطرة عليهما، بات الطريق مفتوحاً أمامها إلى باب الهوى بعد ضمان عدم وصول مؤازرات إليه.
سيطرة "تحرير الشام" على سراقب والدانا وسرمدا ومؤخراً باب الهوى، كان كافياً لتحقيق أهدافها لان هذه المناطق تحوي مستودعات الأسلحة والذخيرة، أما باقي المناطق فهي تحصيل حاصل، بالإضافة للتخفيف من إراقة الدماء لمنع الغضب الشعبي عليها.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

محتجون يعيدون إغلاق معبر أبو الزندين شرق حلب