بلدي نيوز – (هبة محمد)
نشر مركز للأبحاث والدراسات في مدينة دمشق تقريراً حول الأمن الغذائي في سوريا، أكد فيه أن "نحو ثلث السكان في سوريا، أي 34 بالمائة، هــم فاقدون لأمنهـم الغذائي، يضاف إليهم أكثر مــن النصــف بقليــل معــرضون لفقــدانه نهائيا".
ولدى نظام الأسد سجل حافل في سرقات المواد الإغاثية الموجهة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للمناطق المحاصرة التي افتقدت أمنها الغذائي، مما ساهم في زيادة الخلل الموجود سابقا، يضاف إليها قصف قوات النظام للسهول الزراعية وإحراقها بالبراميل المتفجرة، بعد أن احتلت تلك السهول قمة الهرم في الإنتاج الغذائي السوري، بالرغم من ابعتاد تلك المناطق عن الجبهات وساحات المعارك.
وأكد المركز أن "نحو خمسة عشر بالمئة فقط، من سكان سوريا يتمتعون بالأمن الغذائي، مبينا أن هناك أربع محافظات تزيد فيها نسب الأسر الآمنة في مقدمتها دمشق واللاذقية"، حيث تعتبر هذه المدن حصن النظام السوري، ويحكم قبضته الأمنية عليهما بمساندة حكومتي روسيا وإيران.
محافظة السويداء ثم حمص تأتي في المركز الثاني من حيث الأمن الغذائي، وفي المقابل هناك خمس محافظات ترتفع فيها نسب الأسر غير الآمنة في مقدمتها الحسكة التي تزيد فيها نسبة الأسر غير الآمنة إلى النصف، ثم حلب وحماة، وتليها القنيطرة ودرعا التي تصل فيها نسبة الأسر المهددة بفقدان أمنها الغذائي بشكل كامل إلى 64.5 بالمئة من عدد السكان، لكنها تقترب في العديد من المحافظات من النصف، لتقترب من المستوى الإجمالي البالغ 51 بالمئة.
واعتبر مركز الأبحاث أن "خلل المقدرة المالية والمادية يؤديــان إلى عــدم الاســتقرار في حصــول الأفراد على الكميــة المناســبة مــن الغــذاء التي تكفيهم للحصول على الحد الأدنى من الحريرات المطلوبة يوميا، حيث تراجع خلال سنوات الثورة السورية نصيب الفرد من كافة المنتجات الغذائية، فتراجع بمقدار النصف من المحاصيل والخضار وتراجع نحو 9 بالمئة من الفواكه، و 8 بالمئة من الحليب ومشتاقته".
ورأى التقرير أن "الجهود الوطنية في مجال الأمن الغذائي تتسم بالتشتت، حيث لا توجد جهة وطنية معنية لتنسيق مكونات الأمن الغذائي من منظور كلي متكامل".
وتوسعت فجوة الأمن الغذائي في معظم المناطق السورية خلال سنوات الثورة، بسبب تركيز النظام السوري في قصفه على الأرياف والمناطق الزراعية المنتجة، التي خرجت عن سيطرته والتي تعتبر السلة الغذائية لسوريا، وخاصة المناطق الشمالية التي تعد معقل فصائل المعارضة المسلحة، حيث تأثرت معظم المواد الغذائية فيها، فيما وصلت الفجوة إلى أكبر عجز قارب 1759 طن بالنسبة لمادة القمح وحدها، وتضرر إنتاج العدس بشكل كبير بسبب قصف النظام السوري على المناطق الخارجة عن سيطرته وخاصة في كل من محافظتي حلب وإدلب، التي تشكل المساحة المزروعة فيهما أكثر من 90 % من إجمالي المساحات المزورعة من المادة في سوريا، وأدى إحراق قوات النظام للمحاصيل الزراعية في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وخاصة ريفي حلب وإدلب وحرمان الأهالي من الاستفادة من مزروعاتهم أو التجارة بها إلى خروج هذه المناطق عن الإنتاج.