بلدي نيوز-(كنان سلطان)
بدأت تظهر نتائج التوافقات الروسية الأمريكية؛ بعد إنجازهما ما أسموه اتفاق مناطق "خفض التصعيد" في الجنوب السوري، والوصول إلى ما يشبه ترسيم نهائي للوضع هناك، فتتجه الأنظار هذه المرة شمالا، حيث بدأت تتبلور ملامح اتفاق آخر حول سيطرة جديدة للنظام، تظهر في المنطقة الممتدة بين حلب مرورا بريف الرقة الجنوبي المحاذي لمناطق سيطرة ميليشيات "قسد" وصولاً إلى دير الزور، وهي المنطقة التي لم يفرط النظام بها، طيلة سنوات سبع خلت.
فتحدثت مصادر إعلامية مطلعة، عن اتفاق جرى يوم أمس بين قوات النظام من جهة، وميليشيات" قسد " من جهة أخرى، بحضور لبعض ممثلي العشائر المنضوية في تحالف ميليشيات "قسد"، في قرية( العكيرشي) جنوبي مدينة الرقة، ونص الاتفاق بحسب المصادر هذه، على السماح لقوات النظام، تمثلها قوات العشائر التي يتزعمها " تركي البوحمد" من محافظة الرقة، بالسيطرة على العكيرشي؛ التي كانت سيطرت عليها ميليشيات قسد مؤخرا، والتوغل بريف الرقة الجنوبي والشرقي، وصولا إلى بلدات (معدان وزور شمر ودلحة ومقلة وزور شمر والسبخة).
فلم يكن تقدم قوات النظام وميليشياته في المحور الغربي لمحافظة الرقة عبثيا، بعد أن تمت له السيطرة على عموم الريف الشرقي لحلب، وتمكنت من التقدم والسيطرة من جديد على مساحات واسعة بريف الرقة الغربي والجنوبي، شملت آبار نفط وغاز، بعد تراجع التنظيم وانسحابه من تلك المناطق، وذلك كله برغبة روسية وغطاء جوي من طائراتها، بعد أن باتت تهندس عمليات النظام العسكرية بعموم الأراضي السورية.
وفي هذا الشأن قالت مصادر محلية إن قوات النظام والميليشيات سيطرت على مساحات من بادية السبخة بريف الرقة، والتي تدخل في أتفاق الطرفين الأخير، وكانت طائرات روسية وأخرى للنظام استهدفت قرى (معدان وزور شمر والغانم العلي)، بغارات مكثفة يوم أمس، تمهيدا لتقدم ميليشياتها.
وفي نفس الاتجاه؛ أكدت مصادر مطلعة إن مجموعة من أهالي دير الزور، تعرضوا للاعتقال من قبل هذه الميليشيات، على طريق (الشامية الطبقة)، ما يثبت صحة المعلومات حول تقدمها بالاتفاق مع" قسد" في المنطقة المتفق عليها .
ويهدف النظام للتقدم من محور شمالي غربي، بعد استكمال السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم شرقي الرقة، باتجاه دير الزور، بالتزامن مع ما يمكن تحقيقه من تقدم من جهة (السخنة وتدمر) وصولا إلى الحدود العراقية السورية، التي تعمل أيران على خلق واقع جديد في تلك المنطقة بعد السيطرة على الموصل.
وعن الاتفاق الروسي الأمريكي قال المحلل السياسي (حمد شهاب الطلاع): " سبق وتحدثت عن الخطة الأميركية الروسية الخاصة بالتقسيم، وأشرت أن دير الزور ربما يتقاسم السيطرة عليها ثلاثة أطراف- القوات الكردية وقوات النظام والقوات المدعومة أمريكياً".
وأوضح (الطلاع) في حديث لبلدي نيوز:" سوف يتم السماح لنظام الأسد بوصل خط بري مع العراق، عبر مدينة دير الزور مروراً ببادية شرق الفرات، وهذا يقتضي أيضا الاستيلاء على أراضي من غرب الفرات من جهة الرقة، لتحقيق الوصل الجغرافي مع حماة، وتترك سيطرة القوات الكردية على مدينة الرقة وأراضيها من الجهة الشمالية الشرقية وصولا إلى الشدادي، لخلق إقليم كردي يمتد من أعالي شرق الفرات، حتى الحدود العراقية من جهة الموصل، بينما تترك أراضي شرق دير الزور حتى البوكمال شرقا، والسويداء من الغرب الشرقي لتنظم إلى فدرالية ما ربما تقيمها أمريكا ضمن مخططها للمنطقة".
وأردف (الطلاع): " أما إذا صرفت أمريكا النظر عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، فأعتقد أن التفاهمات بين النظام وقسد تندرج ضمن خطة أميركية روسية، لإعادة تسليم كامل الأراضي السورية لنظام انتقالي، عماده نظام الأسد مطعم بمعارضة سياسية وعسكرية، يرضى عنها الطرفان الدوليان الراعيان للعملية".