ماذا بقي للجيش السوري الحر في إدلب؟ - It's Over 9000!

ماذا بقي للجيش السوري الحر في إدلب؟

بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
تحتدم المعارك بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" في إدلب، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين، بالبغي والاعتداء تارة، والخضوع لسياسات وأوامر خارجية ضد المصلحة العامة تارة أُخرى، وفشل جميع مبادرات التهدئة من الأطراف المرتبطة بهذا الاقتتال.
حالة قبول الطرفين ببعضهما -هيئة تحرير الشام وأحرار الشام- تزعزعت عندما انضم "جند الأقصى" إلى الهيئة، بعد سلسلة من الاعتداءات على فصائل الجيش الحر وحركة أحرار الشام، وبعد خلافات حول الالتزام بالقرارات الصادرة عن المؤتمرات الخارجية التي جمعت بين النظام والمعارضة، انتهت بتبادل تهم التخوين والعمالة، وانقطاع آخر خيوط الارتباط بين الطرفين.
عداوة كبيرة ترجمتها الأحداث الجارية في إدلب خلال اليومين الماضيين، من خلال البيانات المكتوبة والمصورة الصادرة من قيادات الهيئة والحركة، وألقت هذه الأحداث بظلالها على آلاف السوريين من أهالي وسكان إدلب وأريافها، لتنفي الفكرة التي تناقلها الكثير من السكان خلال الفترة الماضية، بأن إدلب ليست الرقة، بعد محاولات عدة للهيئة بالتنصل من انتمائها للقاعدة، جاءت عقب ضغوط شعبية وإعلامية كبيرة، انبعثت من مخاوف تحويل إدلب إلى هدف مشروع للطائرات والقاذفات الروسية والأمريكية.
ماذا تبقى للثورة في إدلب؟ سؤال يفرض نفسه اليوم بعد انحسار الرقعة التي تسيطر عليها حركة "أحرار الشام" لمصلحة الهيئة، المصرة على قرارها بالقتال، ورفضها لأي محاولة للحوار والتهدئة.
حول هذا الموضوع يقول الناشط (أحمد الأحمد) أن "ما يجري في إدلب هو ضربة استباقية من الهيئة، بسبب مخاوفها من حرب تشنها أحرار الشام، تهدف إلى طرد الهيئة من إدلب، وهذه مخاوف ربما تكون مشروعة، لكن غير معقولة بتاتاً، لأن عواقبها ستكون كارثية على إدلب وسكانها".
ويرى "الأحمد" أن "المضرة التي كانت ستحدث باحتمالية هجوم الأحرار على الهيئة، أصبحت واقعاً بهجوم الهيئة على الأحرار، وفي حال سيطرة الهيئة على إدلب بشكل كامل، فأن ذلك سيعطي ذريعة للأمريكان والروس بضرب إدلب بكل قوة، مثلما حصل في الموصل ويحصل اليوم في الرقة".
وذهب الأحمد إلى أن "وجود الهيئة وحيدة في إدلب، بمثابة كارثة جديدة، ستحل على المدينة وأهلها، وربما سنشهد مأساة مرعبة في إدلب خلال الأشهر القليلة القادمة، لا يسلم منها البشر ولا الحجر، إلا إذا تدخلت فصائل الجيش السوري الحر الموجودة حاليا في إدلب والتي اتخذت الحياد موقفا لها كجيش إدلب الحر، وفيلق الشام، وجيش النصر، وجيش العزة وغيرها من الفصائل".
من جهة أُخرى، يرى مراقبون أن الاقتتال الحاصل في إدلب بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" يجب أن تتوقف بأي طريقة، تجنباً لدخول قوات النظام وحلفائه مشهد المعركة، فهذه المعارك تستنزف أقدر فصيلين على منع النظام وميليشياته من دخول المنطقة والسيطرة على إدلب، خصوصاً أن النظام يسعى جاهداً، على توسيع رقعته الجغرافية واستقطاب المدنيين إلى مناطق سيطرته، بغية تقوية موقفه في أي مفاوضات دولية جدية مقبلة.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب