بلدي نيوز – (كنان سلطان)
بعد ثلاثة أشهر من التباحث، وبهدف خلق إطار يجمع أبناء محافظة الحسكة؛ من العرب على وجه الخصوص، في ظل حالة التشرذم والغياب الكامل عن أي دور فاعل على الساحة السياسية، أعلن اليوم الثلاثاء، مجموعة من السياسيين المستقلين عن تشكيل "المجلس السياسي الثوري" لأبناء الحسكة، بهدف توحيد صفهم وتحقيق خرق في بنية التكتلات السياسية المعارضة التي تعيش حالة من العطالة.
وجاء في بيان المجلس التأسيسي: "انطلق المجلس السياسي الثوري بنواته الأولى بين الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، مع مجموعة من الشخصيات المعارضة المستقلة، والمنتمية لروح الثورة في الحسكة".
وأكد المجلس في بيانه على رفض النهج القمعي لحزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مطلق، وشدد البيان على أن هذا الأخير يتكئ على دعم النظام المباشر له، فضلا عن الحماية الدولية، التي باتت تشكل مايشبه الحصانة.
ويرفض المجلس الاعتراف بالقرارات والفرمانات التي صدرت عن قيادات هذا الحزب، والمتمثلة بالفدرالية والتجنيد القسري والتهجير والقتل، بالإضافة لتجريف عشرات القرى ومصادرة أملاك الغائبين، وسن قوانين يعتبرها تنافي روح وثقافة وأعراف أبناء الجزيرة .
وأكد المحامي والناشط السياسي (موسى الهايس) أحد مؤسسي المجلس، في حديث لبلدي نيوز أن "الحاجة إلى تكتل سياسي يضم أبناء الجزيرة السورية من العرب، أصبحت ضرورة ملحة، بعد أن تبين جليا وبشكل ملحوظ، إقصاء أبناء الجزيرة عن جميع التكتلات السياسية المعارضة للنظام، أو تمثيلهم ببعض الأشخاص المحسوبين على التيارات الإسلامية الراديكالية، أو اليسارية الراديكالية، والبعيدة كل البعد عن روح الثورة وأهدافها".
وشدد (الهايس) على أن أبناء الحسكة كانوا من المواكبين للثورة منذ بدايتها، وانطلاق شرارتها في درعا، مبينا أنهم نالوا الكثير من عسف النظام في معرض عسكرته للثورة، بقصد إخمادها وحرفها عن مسارها، وقدموا عشرات الشهداء والمعتقلين والمغيبين، وكان شعارهم منذ البداية هو شعار ثورة الحرية والكرامة، وبأن الشعب السوري واحد، إلى أن تكشفت نوايا بعض التيارات المحلية، ذات الأجندات المرتبطة بأعداء الثورة، في إشارة لحزب "ب ي د" الذي آثر إقصاء الجميع والاستفراد بإدارة الجزيرة، من خلال أنظمة وقوانين غريبة ودخيلة على ثقافتنا الإسلامية بل وتتعارض معها كونها وضعت بأياد لاتمت إلى مجتمعنا بأي صلة، مما جعله جسما دخيلا وأمراً واقعاً غير مقبول من جميع المكونات، بحسب "الهايس".
ويرى المتحدث بأنه استنادا لهذه المعطيات كان لابد من تشكيل سياسي يجمع شمل أهل الحسكة، الذين لم يحالفهم الحظ بتمثيل سياسي داخل المعارضة السورية، التي وقفت مكتوفة الأيدي أمام الكثير من الإجراءات التي تتعارض ووحدة سوريا، وإمكانية العيش المشترك والمحافظة على السلم الأهلي لأبناء الجزيرة، إذ تبين أن نظرة المعارضة لاتختلف عن النظام بنظرته إلى مناطق الجزيرة السورية، على أن سكانها هم عبارة عن بعض القبائل من البدو سكان الخيام المصفقين لمن غلب، ولاداعي للأخذ برأيهم.
وبيّن "الهايس" في حديثه "عملنا على أن نكون نواة لتقريب وجهات النظر بين العديد من التجمعات التي تمثل بعض أطياف المجتمع الجزراوي، على أن نترك الباب مفتوحا للانضمام أمام أي تكتل سياسي يعمل في الجزيرة، أو أي من الشخصيات والأفراد".
وزاد: "انطلاقتنا هي حاجة لمجتمعنا وأهلنا على أن الانضمام إلى المجلس لايعني الذوبان، بل هو اتفاق الرؤى لتحقيق وحدة القرار مع المحافظة على خصوصية الجميع" .
ووفق "الهايس" يتشكل هذا المجلس من (الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة) كتكتل سياسي واضح، وشخصيات سياسية مستقلة، مع فتح الباب أمام الجميع، بهدف المشاركة في صنع أي قرار يخص هذه المحافظة، وبأن الشراكة مع أي طرف يتوقف على طرحهم لمستقبل سورية والمنطقة.