دي مستورا يصارع لهزيمة المعارضة السورية في جنيف! - It's Over 9000!

دي مستورا يصارع لهزيمة المعارضة السورية في جنيف!

بلدي نيوز – (منى علي)

يلاحظ أي متابع لمجريات مفاوضات جنيف التي وصلت محطتها السابعة، أن وفد نظام الأسد لم يطرأ عليه أي تغيير جوهري، فيما تعرض وفد المعارضة لتغييرات كثيرة وجوهرية، لم تأتِ بإرادة داخلية أو "وطنية"، وإنما أملتها الدول المؤثرة في الملف السوري عبر الوسيط الدولي ستيفان دي مستورا، الذي بدا وكأنه وصي على وفد المعارضة، وعمل على تشكيله وفق ما يتناسب ورؤيته للحل.

ومع التغييرات الجوهرية التي أحدثها دي مستورا في الجولتين السابقتين من مفاوضات جنيف، لا يبدو الوسيط الدولي راضياً عن التشكيلة الراهنة، فقد قال أمس الثلاثاء، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "ما نقوم به هو تحضير المعارضة، التي كانت منقسمة بشدة، والآن يوجد في ما بينها تواصل... المعارضة تتجه إلى موقف موحد على الأمور الدستورية وحتى على النقاط الـ12 التي شملتها الورقة المقدمة إلى مفاوضات جنيف قبل عام (الإشارة إلى ورقة المبعوث الأممي) وهو أمر كان غير قابل للتصور قبل عام".

ويسعى دي مستورا بوضوح إلى فرض "معارضات" تعرف بمعارضة "المنصات"، تفرضها موسكو حليفة الأسد ودول عربية، على رأسها منصتا "موسكو والقاهرة"، وذلك بغية تشتيت وتمييع "الهيئة العليا للمفاوضات" التي كانت ترأس وفد المعارضة وتمثل مركز الثقل فيه، ولا تتنازل عن مطلب إقصاء الأسد من أي دور في مستقبل سوريا، وهو ما ترفضه موسكو بشكل مطلق، وكذلك تنازلت عنه واشنطن وباريس المحسوبتين على المعارضة السورية.

الكاتب السياسي السوري "محي الدين لاذقاني"، علق على وفد المعارضة إلى "جنيف7" بالقول عبر تغريدة على حسابه في "تويتر": "وفد المعارضة بجنيف صار خلطة فلافل بعد تذويب وفد (الهيئة) القائل بسقوط النظام مع منصتي القاهرة وموسكو، والاثنتان لا تمانعان من استمرار العصابة".

من جهته؛ استغل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الموقف سياسياً لخلط الأوراق وأكد "دعم موسكو للمساعي الرامية إلى توحيد صفوف المعارضة السورية، وبدء التعاون بين الجيش السوري والمعارضة في الحرب ضد الإرهاب".                                        وقال لافروف، في تصريحات صحفية، الاثنين، إن موسكو ترحب  بجهود منصات "موسكو" و"القاهرة" و"الرياض" للتوصل إلى مواقف موحدة خلال مفاوضات جنيف السلمية.       مستدلا على أهمية تلك الجهود بموافقة الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في المشاورات الفنية التي أجراها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قبيل الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف (التي انطلقت الاثنين)، بجانب منصتي "موسكو" و"القاهرة". وذكّر قائلا: إن "الهيئة العليا للمفاوضات سبق أن اعتبرت العمل مع المعارضين الذين يمثلون منصتي موسكو والقاهرة أمرا لا يليق بها. ونرحب الآن بحماسة بالموقف الجديد".

ومنذ "جنيف4" الذي عقد في شهر شباط من عام 2017 الجاري، بدأت تتغير ملامح وفد المعارضة السورية، بعدما كانت ممثلة بوفد "الهيئة العليا للمفاوضات"، إذ تم فرض منصتي "موسكو والقاهرة" حتى أصبحتا ركناً أساسياً من الوفد، بعد مشاركتهما بشكل رمزي في "جنيف3"، وهما لا تقولان بإقصاء نظام الأسد، ويخشى مراقبون من ترهل وفد "الهيئة" بعد انشغال المملكة العربية السعودية - التي ترعى الهيئة- بأزمة الخليج، وخفوت صوتها في القضية السورية عموماً. وهو ما يستغله دي مستورا للتأثير في بنية وفد المعارضة.

يذكر أن خلق إشكالية "وفد المعارضة" ظهرت مع تكليف دي مستورا بالملف السوري، حيث عمل على تصعيدها منذ "جنيف3" أول جولة مفاوضات بعد توليه الوساطة الأممية في سوريا، حيث كانت الجولتان الأولى والثانية من مفاوضات جنيف في حقبة المبعوث الأممي السابق إلى سوريا "الأخضر الإبراهيمي". 

مقالات ذات صلة

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

العراق ينفي طلب المعارضة تنظيم حوار مع النظام في بغداد