بعد فشل "أستانا5" بسببها.. ماذا ينتظر إدلب؟ - It's Over 9000!

بعد فشل "أستانا5" بسببها.. ماذا ينتظر إدلب؟

بلدي نيوز – (منى علي)

أضحى واضحاً أن العقدة الأكبر في المنشار هي إدلب، التي لم يتفق الفرقاء على أي حل بخصوصها، ولم يتوصلوا حتى إلى قواسم مشتركة، فأعلنت الدول الفاعلة في الملف السوري فشل الجولة الخامسة من مفاوضات "أستانا" بعد عجزها عن حل معضلة إدلب، وإن كانت الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) قد توصلوا خلال الجولة نفسها إلى اتفاق بخصوص منطقتين من مناطق "خفض التوتر" الأربع، وهما (ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية)، ليأتي بعد يومين الإعلان المفاجئ عن توصل روسيا والولايات المتحدة إلى حل في الجنوب السوري يشمل درعا والقنيطرة والسويداء، لتبقى إدلب الوحيدة التي يلف الغموض مصيرها، في ظل تنازع السيطرة عليها داخليا وخارجيا.

فشل "أستانا5" الذي أبقى مصير إدلب رهن المجهول، دفع كثيرا من اللاجئين للعدول عن البقاء والاستقرار فيها، ففضلوا العودة إلى تركيا بعد انقضاء إجازة العيد، لتقوم جهات بالترويج لعودة عناصر من تنظيم "الدولة" إليها، وتسويق شائعات تقول بأن التنظيم يسعى للانتقال إليها بعد خسارة "عاصمته" الرقة، ما يعيد كل الاحتمالات إلى الطاولة من جديد، بما في ذلك مذبحة أومأت إليها صحف أمريكية منذ فترة بالقول إن الأسوأ في سوريا لم يأت بعد، مشيرين إلى مذبحة ربما تحصل في إدلب تستهدف نحو مليوني مواطن ونازح ومُهجر قسرياً تضمهم المحافظة.  

الكاتب السوري عبد الرحمن حلاق رأى أنه "ليس مهماً نجاح أو فشل آستانة 5، فآستانة في نهاية المطاف هي الطاولة الجانبية لجنيف المستعصي على الانعقاد، وعلى هذه الطاولة تحاول روسيا وإيران محاولة كسب الوقت لتمرير خطة ما في الخفاء من أجل خلق واقع مستقر وقابل للتمدد لمصلحة النظام في نهاية المطاف، ولا يبدو الحضور التركي لهذه الآستانات حضور الكيان الفعال بقدر مايبدو حضور كيان مستهدف، فإدلب حسب القناعة الروسية هي من حصة النظام، وسيبقى دخول تركيا لإدلب أشبه بالمستحيل مالم تتوفر الثقة التامة بين تركيا وأمريكا وستبقى القوات التركية في محافظة إدلب على حدود  الكيلومترات القليلة التي تضمن فيها حماية حدودها، أما في حال قررت المغامرة والدخول بحجة محاربة (القاعدة) فهذا يعني أن حرباً طاحنة مع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) لابد واقعة، خاصة وأن (جبهة النصرة) في حالة استنفار تام وقد قررت المواجهة وكي تتمكن النصرة من مواجهة تركيا عليها إذا أن تبتلع ماتبقى من الفصائل الموجودة في المحافظة بما فيها أحرار الشام، وأتصور أن هذا الأمر ليس بالصعب عليها لأسباب كثيرة معظمها يتعلق ببنية هذه الفصائل الفكرية والعسكرية".

وأضاف الكاتب "حلاق" في حديث خاص لبلدي نيوز "في أثناء ذلك كله ما على النظام سوى انتظار هذه المعارك البينية والاستمرار قدماً في خطة المصالحات التي حققت له مكاسب عظيمة ماكان ليحلم بها على امتداد جبهاته القتالية، وقد برعت جماعة النصرة وفصائل الأخوان في مساعدة النظام على هذه المصالحات".

وعن خطة النظام للإطباق على إدلب، يوضح "حلاق": "تبرز هذه الخطة نوايا النظام بالتسلل الناعم من خلال توكيل أشخاص مقربين منه ومدربين بشكل جيد على طرح فكرة التصالح وما عودة الكهرباء وتبرع النظام بتقديم بعض الخدمات إلا جزءاً من هذه الخطة، ولضمان نجاح هذه الخطة ما على (جبهة النصرة) وأشباهها إلا الاستمرار في البغي والظلم وكثرة الاعتقالات والتفجيرات والضغط على المواطنين في لقمة عيشهم وفي أسلوب حياتهم. كي تسهل المقارنة بين حياة البؤس وحياة الأمن المتوقع من عصابة الأسد".

ويختم عبد الرحمن حلاق بالقول: "أعتقد أن الحسم ليس ببعيد، ويبدو أن الخيارين متاحان إلى حد ما، وإن كنت أرجح الخيار العسكري، وفي هذه الحالة على تركيا أن تدعم جيشاً يشبه (درع الفرات) ومكوناً من مجمل عناصر فصائل الجيش الحر التي قضت عليها جبهة النصرة خلال السنوات السابقة حتى تتمكن من القضاء على القاعدة في إدلب، أما غير ذلك فأخشى ما أخشاه أن يتمكن النظام من الوصول إلى المحافظة عبر خطته الناعمة (المصالحة). عندئذ فقط لن يجرؤ أي سوري مهجر على رفع شعار (حق العودة)".

يبقى الوضع في إدلب، في ظل عدم وجود حالة تعاون أو تفاهم بين الفصائل الحاكمة فيها، بعد سنوات على تحريرها، هو الخطر الداهم الذي يجعل الحل الداخلي أقرب للمستحيل، بينما يتعقد أكثر فأكثر التفاهم الدولي- الإقليمي عليها، فهل تكون عملية شبيهة بـ"درع الفرات" هي الحل الأنجع وإن لم يكن الأفضل لإنقاذها من مصير "الرقة" أو مناطق "المصالحات"؟.

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي