بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و"اتفاق لعدم التصعيد" في جنوب غرب سوريا، أمس الجمعة، ومن المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار ظهر غد الأحد.
ورغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحفي أعقب لقاء دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على أهمية التعاون بين بلاده وروسيا في سوريا، إلا أنه شدد على الموقف الأمريكي الذي يرى أنه لا دور لعائلة الأسد في مستقبل سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و"جزء معقد جدا من ساحة المعارك السورية"، مضيفا "أعتقد أن ما تحقق اليوم هو أول مؤشر لنا على أن الولايات المتحدة وروسيا قادرتان على العمل معاً في سوريا".
ولفت إلى أن بلاده وروسيا أجرتا "نقاشاً طويلاً بخصوص مناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل العمل معاً من أجل تهدئتها ونزع فتيل العنف فيها حالما نهزم داعش (تنظيم الدولة)، وكذلك العمل معاً نحو إيجاد عملية سياسية من شأنها تأمين مستقبل الشعب السوري".
وشدد على أن موقف الولايات المتحدة هو أنها لا ترى دوراً "طويل الأمد لعائلة الأسد أو نظامه"، مضيفا "قد أوضحنا هذا للجميع كما أننا بينا بوضوح في نقاشاتنا مع روسيا –أننا لا نعتقد أن بإمكان سوريا أن تحقق اعترافاً دولياً في المستقبل، وحتى لو عملوا من خلال عملية سياسية ناجحة، فالمجتمع الدولي ببساطة لن يقبل بسوريا يقودها نظام الأسد".
وعبّر عن اعتقاد الولايات المتحدة من "أنه سيكون من الصعب على سوريا أن تجتذب المساعدات الانسانية، فضلاً عن مساعدات إعادة الإعمار التي ستكون مطلوبة، وذلك بسبب تدني مستوى الثقة بحكومة الأسد".
وأشار إلى "إن كيفية رحيل الأسد لم تقرر بعد، لكن رأينا هو أنه في مرحلة ما من العملية السياسية سيكون هناك انتقالاً بعيداً عن عائلة الأسد".
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين إن خبراء من روسيا وأميركا والأردن اتفقوا في عمان على مذكرة تفاهم بشأن الهدنة في جنوب سوريا، مشيرا إلى أن الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار بالتعاون مع الجانبين الأميركي والأردني.
بالمقابل عبّر وفد المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا، عن قلقه إزاء ما دعاها الاجتماعات والتفاهمات السرية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، لعقد اتفاق منفرد في الجنوب السوري بمعزل عن الشمال.
ووصف الوفد هذه التفاهمات في بيان له، بأنها سابقة تحدث للمرة الأولى، ومن شأنها تقسيم سوريا والمعارضة إلى قسمين، مضيفا أن مثل هذه الاتفاقات تكرس الوجود الإيراني في محاذاة المناطق العازلة والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين، وتقبل بفتح معبر للنظام مع الأردن من جهة محافظة السويداء، وقال إن ما وصفه بالقصف الهمجي على مدينة درعا لم يتوقف إلا بعد تدخل الحكومة التركية.
ويشمل الاتفاق ثلاث محافظات هي السويداء ودرعا والقنيطرة، علاوة على الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وتضم أطرافا متصارعة هي قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية ومليشيا حزب الله من طرف وفصائل الثوار التي تقاتل تحت راية الجبهة الجنوبية التي قاطعت مؤتمر أستانا، وجاء الاتفاق بعد يوم واحد من إعلان قوات النظام بشكل منفرد وللمرة الثانية على التوالي هدنة في المنطقة ذاتها التي شهدت بعض الخروقات المتمثلة بقصف قوات النظام مناطق سكنية بمدينة درعا وريفها.