بلدي نيوز – (متابعات)
قال أندريه كورتنوف رئيس مجلس العلاقات الدولية الروسي، إن موسكو وواشنطن توصلتا لاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، لتجنُّب تصعيد الموقف بين الولايات المتحدة وروسيا، والتقليل من احتمالية الاصطدام الروسي الأميركي المباشر بعد التصعيد المتبادل خلال الأسابيع الماضية.
وقال كورتنوف، وفقا لـ"هاف بوست عربي"، إن الاتفاق سيتم الإعلان عنه مع لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين، التي تعقد في هامبورغ الألمانية، وتنطلق غدا الجمعة.
وأكد كورتنوف أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه تضمَّن تفاهمات تتعلق بالطلعات الجوية، وتحديد مناطق عمل قوات الدولتين، وإذا ما تم تنفيذه بشكل كفء، فستنتقل الدولتان لتنسيق مواقفهما في جنيف لبحث مستقبل الأسد، والإصلاحات الدستورية، وما يتعلق بالحكومة المركزية وغيرها من الموضوعات العالقة.
وأشار كورتنوف إلى أن الاتفاق لا يحل جميع الإشكاليات العالقة، ولا يضمن تحقيق أهداف بعيدة المدى أو سلام طويل الأمد في البلاد.
لكن كورتنوف أكد مع ذلك، أن الهدف الأول هو التقليل من التصعيد المتبادل، وتجنُّب المواجهة المباشرة، والسعي لتقليص أعداد الضحايا من المدنيين عبر إنشاء مناطق آمنة.
ونوه كورتنوف أن جميع اللاعبين الإقليميين، خاصة تركيا وإيران، سيكون لهم وجود في الاتفاق الحالي.
وعن الموقف الروسي المتمسك بنظام الأسد، قال كورتنوف بوضوح، إن الجانب الروسي لا يزال يسعى للحصول على تطمينات من الأطراف المختلفة، بعدم انهيار الأوضاع بشكل كامل في حال غياب الأسد. وأضاف أن روسيا تسعى للحفاظ على نفوذها في سوريا، والإبقاء على القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
وتابع كورتنوف منتقداً الموقف الغربي "إن الدول الغربية لا تزال منشغلة بمستقبل الأسد، ولم تقدم أي سيناريوهات عقلانية للانتقال في سوريا حال غيابه".
وشدَّد على أن الجانب الروسي لن يفرض أي حلول على السوريين، وأن أي سيناريو يجب أن يُقبل في جنيف قبل أن يتم تطبيقه.
منطقة حظر جوي
وأبدت واشنطن استعدادها لبحث إقامة مناطق حظر جوي مع موسكو، وتحقيق الاستقرار في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن بلاده مستعدة للعمل مع روسيا من أجل إقامة آليات مشتركة تضمن الاستقرار في سوريا، ويشمل ذلك مناطق حظر جوي ومراقبين لوقف إطلاق النار، وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية.
وأضاف "إذا عمل بلدانا سويا على إرساء الاستقرار على الأرض فإن هذا الأمر سيرسي دعائم للتقدم نحو اتفاق على المستقبل السياسي لسوريا".
وتابع وزير الخارجية الأميركي إن روسيا تتحمل مسؤولية بشأن منع أي فصيل في سوريا من إعادة السيطرة على الأراضي التي يتم إخراج تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى منها.
وأضاف أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف الدولي ملتزمون بضمان عودة السكان المدنيين إلى مناطقهم، وأكد في الأثناء أن روسيا ملزمة بمنع استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية.
وتأتي تصريحات تيلرسون قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هامبورغ على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد الجمعة والسبت، وينتظر أن تكون الأزمة السورية إحدى القضايا الرئيسة في محادثات الرئيسين.
وكان الرئيس الأميركي أثار في السابق احتمال إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية المدنيين، واشترطت روسيا موافقة النظام السوري على أي خطوة من هذا القبيل. وفي فبراير/شباط الماضي قالت واشنطن إن دولا عدة التزمت بتمويل إنشاء مناطق آمنة في سوريا.