شهر على معركة الرقة.. تنظيم "الدولة" يبتكر و"سوريا الديمقراطية" تتعثر - It's Over 9000!

شهر على معركة الرقة.. تنظيم "الدولة" يبتكر و"سوريا الديمقراطية" تتعثر

بلدي نيوز - الرقة (نجم الدين النجم)
بعد نحو شهر من بدء العمليات العسكرية لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من التحالف الدولي، للسيطرة على مدينة الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم "الدولة" في سوريا، لم تحقق "قسد" تقدماً كبيراً عكس ما هو متوقع، بالنظر إلى الدعم العسكري واللوجستي والتغطية الجوية المستمرة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
تقارير صحافية محلية وأجنبية كثيرة، أشارت في بداية معركة السيطرة على مدينة الرقة، إلى أن التنظيم سحب معظم قوات النخبة لديه من مدينة الرقة، إلى جبهات دير الزور والموصل، والتي يخوض فيها التنظيم معارك طاحنة، ضد القوات والميليشيات العراقية والإيرانية وقوات نظام الأسد، ما أعطى انطباعاً عاماً أن معركة السيطرة على معقل التنظيم الأكبر في سوريا، ستكون سريعة وخاطفة، نظراً إلى عدم توازن القوى بين المتصارعين، بيد أن نتائج العملية حتى الآن تقول عكس ذلك.
"ستستغرق وقتاً طويلاً، إنها معركة صعبة" هذا ما قاله "بريت ماكغورك" المبعوث الرئاسي الخاص لأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" لإحدى القنوات التلفزيونية أثناء زيارته الأخيرة، لمناطق سيطرة ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بريف الرقة الشمالي، وأشار ماكغورك إلى أن "التقييم هو أن الوضع يسير بشكل جيد، وهو ما يتماشى مع الخطة التي وضعناها"، ولم يخفِ "ماكغورك" صعوبة المعركة ضد التنظيم، منوهاً "علينا أن نتذكر أن الرقة هي عاصمة هذه الخلافة الزائفة، لذلك ستستغرق المعركة وقتاً طويلاً، ونحن لا نضع جدولاً زمنياً لذلك".
وقال مراقبون إن ميليشيات "قسد" تفاجأت بسياسة التنظيم القتالية في الرقة، والتي تختلف عن سياسته في ديرالزور والموصل، حيث كان يعتمد التنظيم على مجموعات كبيرة من المقاتلين الشرسين القادرين على مواجهة أي قوة عسكرية في المناطق الساخنة، بيد أنه يقاتل في الرقة معتمداً على مجموعات صغيرة من المقاتلين لا يتجاوز عدد أفراد المجموعة الواحدة 6 أو 7 مقاتلين، يتمركزون في الأبنية المرتفعة والشوارع الضيقة، فضلاً عن استخدامهم المكثف للسيارات المفخخة، والألغام الأرضية المنشرة في كل بقعة داخل المدينة، والتي جعلت مهمة الطائرات الحربية التابعة للتحالف باستهدافهم صعبة، كما جعلت مهمة عناصر "قسد" بالاقتراب من مواقعهم ذات خطورة كبيرة، وهو ما أدى إلى تكبدها -ميليشيات قسد- خسارات فادحة خلال الأسابيع الأولى من العملية، والتي أدت إلى تجمد وتيرة التقدم والسيطرة.
الإحداثيات التي يُزود بها عناصر "قسد" طائرات التحالف الدولي لشن الغارات، أحدثت دماراً كبيراً في الرقة، راح ضحيتها مئات المدنيين، نسبة الأطفال والنساء مرتفعة للغاية بين أعداد الضحايا، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة عن ثمن تحرير الرقة من تنظيم "الدولة".
الناشط "أيهم الأحمد" يقول في حديث خاص لبلدي نيوز "إذا لم يغير التحالف الدولي سياسته في معركة الرقة، فالنتائج قد تكون كارثية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبولها، فأكثر من 150 ألفاً من المدنيين يقبعون تحت القصف المدفعي والجوي داخل المدينة بدون أي مقومات للعيش".
يضيف الأحمد "التحالف الدولي وميليشيات قسد، كأنما يصطادون فأراً مسجوناً بصندوق من زجاج، بواسطة مدفع مدمر، المدنيون فقط من يموتون، ومن المستحيل أن تسيطر قسد على المدينة بهذه الطريقة، إلا في حال تم تدميرها بالكامل فوق رؤوس ساكنيها".
ويُعاني أهالي وسكان مدينة الرقة من حصار مطبق، يفرضه أطراف الصراع عليهم، حيث يعاقب التنظيم كل من يحاول الفرار من جحيم القصف، بينما تستهدف ميليشيات "قسد" أي هارب من المدينة، رجلاً كان أم طفلاً، باعتباره هدف مشروع لهم، كما يكابد الأهالي مشقة كبيرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في المدينة خلال فصل الصيف، مع شح شديد في المياه وانقطاع تام للكهرباء، وانعدام وجود الأدوية والأمصال الطبية، في أوضاع إنسانية أقل ما توصف به أنها مأساوية.

مقالات ذات صلة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا