بلدي نيوز – (خاص)
أوضحت مصادر خاصة لبلدي نيوز أن فرنسا ستعمل على أن تحمل جولات التفاوض بين النظام والمعارضة السورية في كل من "أستانا" و"جنيف"، جدول أعمال مختلف ونقاشات معمقة لاستراتيجية جديدة تفضي إلى حل سياسي حقيقي، من وجهة نظر باريس.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحضّر لطرح مبادرة يركز فيها على مكافحة الإرهاب والتفاوض حول الانتقال إلى النظام البرلماني بدلاً من النظام الرئاسي الحالي، مع ضمان مركزية الدولة السورية، وهو ما يؤدي إلى تقليص صلاحيات بشار الأسد، كما يعطي تطمينات لتركيا بعدم نشوء إقليم كردي في شمال سوريا.
كما تنص المبادرة على دمج جميع الفصائل في جيش النظام لمحاربة تنظيم "الدولة" والنصرة، إضافة إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإصلاح قوانين الانتخابات والأحزاب، وذلك حسب رواية المصادر.
وكان ماكرون قد أطلق تصريحات تتناقض مع موقف فرنسا من نظام الأسد، وتبدو قريبة من المعلومات التي تحدثت عنها مصادر بلدي نيوز، حيث قال إنه "لا يرى أي بديل شرعي من الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطاً مسبقاً" لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام.
وأضاف ماكرون في مقابلة مع ثماني صحف أوروبية الأسبوع المنصرم أن الأسد "عدو للشعب السوري، لكن ليس عدواً لفرنسا" وأن أولوية باريس "التزام محاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سورية دولة فاشلة".
كما جاءت هذه المعلومات متقاربة مع الخطة الرابعة الصادرة عن مركز الدراسات الأمريكي "راند"، والمعروف بقربه من صناع القرار في واشنطن، وترى الخطة الأخيرة للمركز التي صدرت بداية شهر حزيران الحالي أن من مصلحة أمريكا في التعاون مع روسيا لمكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي سيساعد الأمم المتحدة على منح التفويض اللازم لإجراء الانتقال السياسي، بعد ضمان عدم استخدام موسكو لحق النقض "الفيتو".
كما تشير الخطة والذي اعتبرها معارضون لنظام الأسد هي "الأخطر" من بين الخطط السابقة، إلى أن مكافحة الإرهاب وإسقاط الأسد أمرين "غير متوائمين"، محذرة من أن قد يؤدي اسقاط النظام إلى انهيار الدولة السورية.
كما تؤكد الخطة أنه لا مناص عن دولة مركزية في سوريا، وأن تكون عملية إعادة الإعمار من خلال الحكومة المركزية، وهنا تنوّه الخطة إلى أن إنشاء "لا مركزية" من الحكم سيكون له أثر سلبي على مصالح حلفاء واشنطن في المنطقة، حيث أن بعض المناطق ذات الغالبية "السنية"، ستكون ملاذا آمنا لبعض الجماعات الإسلامية ومنها "السلفية الجهادية".