بلدي نيوز - (شحود جدوع)
رغم انخفاضها النسبي لم تختف عمليات القصف المدفعي والغارات عن ساحة الريف الشمالي في حماة بعد ما يسمى باتفاق "خفض التصعيد"، الذي أبرم في أستانا مؤخراً، الأمر الذي دفع العديد من مدنيي مورك وكفرزيتا واللطامنة وكفرنبودة للبقاء في مناطق نزوحهم على الرغم من تفكير البعض منهم بالعودة إلى مدنهم التي شردهم منها النظام، بعد فترة نزوح فاقت الأربعة أعوام تغيرت خلال هذه الفترة معظم ملامح مدنهم بسبب القصف العنيف الوحشي الذي نفذه النظام ضد المدنيين، والذي تعرضت له خلال الستة أعوام الماضية.
يقول (أبو مصطفى) نازح من ريف حماة ويسكن في مخيم في ريف إدلب الشمالي، "كلما فكرت بالعودة أتذكر أن النظام ليس له أمان، هنالك صراع بين الحنين لقريتي وخوفي من قصف النظام، فلا يوجد أي وسيلة لحد اللحظة لمنع النظام من قصفنا، حيث يستطيع ارتكاب المجازر بدون أي حسيب أو رقيب... لن أعود إلى بيتي قبل سقوط النظام".
(محمد العبدالله) أحد ناشطي مدينة كفرزيتا، قال لبلدي نيوز "رغم المخاوف الكبيرة شهدت مدينة كفرزيتا عودة العشرات من العائلات من مناطق نزوحهم إلى منازلهم المدمرة".
وأضاف (العبدالله) "فقدت مدينة كفرزيتا لسنوات طويلة أجواء العيد التي كانت تقتصر على زيارة مقابر الشهداء وصلاة العيد في جامع وحيد، وعدد محدود"، مشيراً إلى أن العيد الحالي سيكون مشابهاً لما سبقه من خلال ضيق الطقوس واقتصارها على الأساسيات، وذلك بسبب توقع الغدر من نظام الأسد وحواجزه وطيرانه في أية لحظة، فالمدنيون لا يثقون بالنظام ويدركون أنه ينتظر أن يتراخوا قليلاً ليرتكب المجازر بطائراته ومدفعيته.
وأردف (العبدالله ) "أن أغلب مدن ريف حماة الشمالي خالية من الأسواق، أو أية أجواء رمضانية توحي باقتراب مناسبة عيد أو فرح" .
بدوره، قال الناشط الإعلامي في تجمع شباب اللطامنة (محمد زيتون) لبلدي نيوز "الهجمة الأخيرة من قبل طيران النظام والطيران الروسي دمرت كل مساجد مدينة اللطامنة، ولم تقم أية صلاة في المدينة خلال شهر رمضان، ولا أعتقد أن المدينة ستشهد إقامة لصلاة العيد".
وأضاف "كل من عاد للمدينة خلال شهر رمضان هم من الفقراء الذين لا يملكون نفقات النزوح وآثروا البقاء بين ركام منازلهم على النزوح"، مشيراً إلى أن لا أجواء للعيد عدا زيارة قبور الشهداء والاستمرار بترميم ما بقي من منازلهم.
يذكر أن مدن الريف الحموي الشمالي تعاني من أكبر نسبة نزوح في حماة حيث يوجد مدن كاملة كصوران وطيبة الإمام خالية تماماً من السكان في الوقت الذي عادت فيه نسب خجولة إلى مدن مورك وكفرزيتا واللطامنة وكفرنبودة بعد اتفاق خفض التوتر الأخير.