بلدي نيوز – (خاص)
أثارت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إبراهيم قالن، ضجة كبيرة بين أوساط المعارضة السورية، لما لها من آثار سلبية على الثورة السورية، والقبول بإيران كطرف ضامن وتشريع وجود ميليشياتها التي ارتكبت جرائم حرب على مدى السنوات الماضية في سوريا.
وقال قالن في تصريحات أدلى بها للصحفيين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة أمس الخميس، إنه يتم العمل حالياً على آلية تقضي بوجود قوات بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة في سوريا، وذلك في سياق تفعيل ما توصلت إليه "محادثات أستانا 4" بشأن إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سوريا.
وأوضح أنه يتم العمل حالياً على آلية تقضي بوجود قوات روسية وتركية في منطقة إدلب، وإيرانية وروسية في محيط دمشق، وأردنية وأمريكية في درعا، وهناك مقترح روسي لإرسال قوات محدودة من قرغيزيا وكازخستان إلى سوريا، و"يمكن أن يشارك هؤلاء أيضا في قوة المهام هذه".
واعتبر المعارض السوري سمير نشار إن هذه التصريحات "هي ترجمة حقيقية لاتفاق أستانا الذي وقعت عليه الدول الضامنة وهي روسيا وإيران وتركيا تحت عنوان تحديد مناطق تخفيف التصعيد".
وأشار نشار في حديث خاص لبلدي نيوز إلى أن هذا الطرح يأتي خوفاً من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتصرفات تضر بمصالح الدول الضامنة لاتفاق أستانا، بعد تحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على تنظيم "الدولة" والتصدي للنفوذ الإيراني، وخاصة أن ذلك يحدث مع تطور الموقف الأمريكي وتدخله في سوريا عسكرياً.
وفسّر نشار ذلك بأن واشنطن لن تسمح ببقاء النفوذ الإيراني في سوريا والوصول إلى المتوسط، كما أنها ستمنع تركيا من بسط نفوذها في الشمال الشرقي من سوريا، فيما ترى روسيا أنها سوف تكون في موقع أضعف لعقد صفقة مع زعماء البيت الأبيض.
وبيّن نشار أن كل ما جرى وسوف يجري "متعلق بالموقف الأمريكي الذي سيكون أكثر وضوحاً بعد الانتهاء من داعش"، مذكراً بأن روسيا حاولت تسويق الاتفاق سابقاً عند الولايات المتحدة والأمم المتحدة للمصادقة عليه وفشلت في ذلك.
ولم تعلن الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الدول العربية حتى موقفهم من هذا الإعلان، وقال نشار إن "الأيام القادمة حبلى بالتطورات والمواقف"، محمّلاً "السوريين الذين سلم بعضهم قرارهم إلى الأشقاء والأصدقاء ورهنوا القرار الوطني السوري المستقل لتلك الدول قسماً كبيراً من المسؤولية في وصول الثورة السورية وسوريا إلى هذا المأزق، لكن المسؤولية الكبرى تبقى من نصيب نظام الأسد الذي استدعى المحتلين".