بلدي نيوز – (منى علي)
قام كبار أركان نظام الأسد، بزيارة إلى مقر السفارة الإيرانية بدمشق، أمس الثلاثاء، "لتقديم واجب العزاء" والطاعة، في قتلى التفجيرين اللذين ضربا البرلمان الإيراني ومرقد خامنئي منذ أيام.
ولأن القتلى هم من الإيرانيين، والمناسبة تخص الدولة/السيدة التي يدين لها الأسد وأزلامه بالطاعة والولاء المطلقين، فقد ضم وفد نظام الأسد: رئيسة مجلس شعبه، وبثينة شعبان مستشارة الأسد السياسية والإعلامية، ووزير ما يسمى "المصالحة الوطنية"، ونائب وزير الخارجية، والمطبل الأول والمروج للتشيع والفكر الطائفي مفتي الأسد "أحمد حسون".
ضخامة الوفد، لم ترقَ إلى ضخامة التصريحات التي أدلوا بها ودونوها في "سجل التعازي"، فبعد مقدمات التسبيح والتمجيد، قالت مستشارة الأسد بثينة شعبان "الإنجاز الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه بالوصول إلى الحدود السورية العراقية، وما حققته القوات العراقية هو إنجاز تاريخي سيغير وجه التاريخ والمنطقة وسيكون عونا لانتصار الحق ومحور المقاومة". ويعتبر هذا إقرارا علنياً بالحرب الطائفية التي أطلقها محور أنظمة (طهران – بغداد - دمشق)، لتغيير وجه المنطقة وتشييعها باسم "المقاومة وتحرير فلسطين"!.
أما فيصل المقداد، نائب وزير خارجية الأسد، فقدم "وصفة سحرية للقضاء على الإرهاب"، فقال إن "طريق مكافحة الإرهاب واضح ويتمثل بالانضمام للجهود التي تقوم بها سورية وإيران والأصدقاء في روسيا والأشقاء في حزب الله"!، ما يعني أن قتل الشعب ودثر تاريخه والقضاء على مستقبله هو الحل الإيراني الأسدي الأكيد للقضاء على الإرهاب!.
"إيران ترسل رسالة للعالم اليوم بأن وقوفها مع المستضعفين في الأرض ومع فلسطين وسورية له ضريبة ومستعدة لدفعها من أبنائها وأرواح قادتها التي بذلت من قبل في سبيل تحرير المستضعفين في الأرض من كل ظلم." هذا موقف السيد أحمد حسون ورأيه "بتضحيات إيران الجسام" في سوريا!
وأضاف مفتي الأسد أن "شهداء الاعتداءين الإرهابيين هم شموس هداية لكل الأجيال القادمة وإن النصر له ثمن وهذا الذي جعل الدماء السورية والإيرانية تختلط حبا وتتعانق صفاء على أرض الرافدين وسورية وفلسطين لنقول للعالم كله إننا امة واحدة لا تستطيعون تمزيقنا أو تفريقنا لا عرقيا ولا مذهبيا ولا فكريا".
كما تسابق توفيق رمضان البوطي، ونجدت أنزور، ونقيب صحافيي الأسد، ورؤساء هيئات المقاومة والممانعة بابتكار فنون التزلف والانبطاح أمام السفير الإيراني، الذي بيده مفاتيح دمشق وإعلاء وخفض من فيها من أتباع الأسد القابعين تحت السقف الإيراني.
يذكر أن وكالة أنباء النظام، سانا، تستخدم مصطلح "ارتقاء" عندما تتحدث عن القتلى الإيرانيين وقتلى المرتزقة في الميليشيات الشيعية الأجنبية التي باتت تخوض معظم المعارك ضد الثوار، بينما لا يحظى القتلى السوريون في قوات الأسد والميلشيات المحلية بأكثر من "ساعة حائط" وصورة على جدار قذر.