بلدي نيوز – (خاص)
اشتداد المعارك في معظم الجبهات بين المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة بميليشيات من إيران وعلى الأخص في درعا والبادية السورية، دفع الأطراف الدولية إلى تأجيل المحادثات السورية في كل من أستانا وجنيف، وهو ما قد يجعل من نتائج المعارك الجارية اليوم؛ أساس التفاهمات القادمة في أي جولة محادثات.
وبعد تمكن المعارضة السورية من التقدم في درعا في الفترة الماضية والسيطرة على حي المنشية، إضافة إلى إحراز تقدم كبير في البادية السورية وفك الحصار عن القلمون الشرقي، قلبت قوات النظام الموازين وأغلقت جميع المنافذ على قوات الجيش الحر لمحاربة تنظيم "الدولة"، حيث واصلت قوات النظام والميليشيات الإيرانية التقدم داخل البادية السورية وصولاً إلى معبر التنف الحدودي مع الأردن على الرغم من الضربات الأمريكية الخجولة لقافلتين عسكريتين، وبهذا التقدم لم يعد للمعارضة أي تواجد على الجبهات مع تنظيم "الدولة".
وذكرت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، الاثنين، أن سليماني وصل إلى الحدود العراقية السورية على رأس قوة من مليشيا "فاطميون"، التي بدأت بالتحرك باتجاه الحدود بين البلدين، في مواصلة لعملياتها التي بدأتها الشهر الماضي، إلى جانب قوات الأسد، وأشارت الوكالة إلى أن ميليشيا "فاطميون" نقلت الكثير من عناصرها المتوزعة في أنحاء سوريا منذ يومين إلى مناطق البادية السورية، لدعم تحركات قوات النظام والقوات الموالية له.
وشكك مراقبون برغبة واشنطن في الحد من نفوذ إيران ومنع إكمال مشروع طريق طهران-بغداد-دمشق، حيث أن استمرار المعارك على نفس النسق وتقدم النظام لطرد التنظيم من دير الزور سوف يجعل المهمة أسهل لإيران.
ويأتي ذلك في ظل تعقيد الأزمة الخليجية بشكل أكبر، وخشية المعارضة السورية بأن تلقي الأزمة بظلالها على الملف السوري الذي يعاني أصلا من انسداد في العملية السياسية وتقدم بالحل العسكري.
وأوضح مصدر غربي أن هناك مساع أوروبية لتجنيب المعارضة السورية من أي خلافات جانبية، وأكد أن هناك إصرار على عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف، متوقعاً أن تبدأ الجولة القادمة في الأسبوع الأول الذي يلي عيد الفطر، وقال المصدر في تصريح خاص لبلدي نيوز اليوم إن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي يجرون محادثات مكثفة من أجل الدفع بالعملية السياسية في سوريا.
في حين قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نقلتها وكالة الإعلام الروسية يوم الثلاثاء إن من المرجح إجراء جولة جديدة من محادثات السلام المتعلقة بسوريا في أستانا عاصمة كازاخستان في أوائل تموز/يوليو القادم.
وفي التزامن مع ذلك صعدت قوات النظام من هجماتها على مدينة درعا، وأظهر شريط فيديو تم نشره على الانترنت إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة، وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن "الأسد يحرق درعا بالنابالم".
وأوضح الائتلاف الوطني في بيان له أن قوات النظام صعّدت من حملتها العسكرية يوم أمس، واستهدفت الأحياء السكنية بأكثر من ٢٠ برميلاً متفجراً يحوي مادة النابالم الحارقة لليوم الثاني على التوالي، لافتين إلى أن القصف تركز على الأبنية السكنية والمناطق الحيوية.
وأدان الائتلاف هذه العمليات، وطالب كافة أعضاء المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه الاستخدام المتكرر لبراميل النابالم الحارقة والعشوائية والمحرمة دولياً من قبل قوات النظام والأطراف الداعمة له بحق المدنيين السوريين، وحذر من استمرار الصمت على هذه الحملة الإجرامية الهمجية.