بلدي نيوز-(مصعب الاشقر)
وثق ناشطون بريف حماة استشهاد أكثر من 800 مدني غالبيتهم من الأطفال النساء في قرى وبلدات ناحية عقيربات، منذ دخول تنظيم الدولة الى المنطقة، فضلا عن تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية السائدة بتلك البقعة الواقعة بريف حماة الشرقي.
وقال الأستاذ (أحمد الحموي) رئيس المجلس المحلي لناحية عقيربات لبلدي نيوز: تمكنا منذ عام 2013 الى تاريخ اليوم من توثيق استشهاد 811 مدني على يد تنظيم الدولة، والقصف المكثف من الطيران الحربي للنظام و الاحتلال الروسي، حيث بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا على يد تنظيم الدولة 239 غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما قتل الطيران الحربي الروسي والنظامي 572 اكثر من ثلثيهم أطفال ونساء بالإضافة لعشرات المفقودين بسجون تنظيم الدولة منذ عدة سنوات.
وأضاف (الحموي) أن أكثر من 700 غارة جوية خلال الخمسة عشر يوم الأخيرة استهدفت جميع البنى التحتية ودمرتها بالكامل، ولم تستثن الأفران ولا آبار المياه وخزاناتها ولا بيوت المدنيين.
وأكد أن خطر المجاعة يهدد قرى وناحية عقيربات بشكل كبير إذ أن أغلب المواد الغذائية مفقودة بشكل شبه كامل وأهمها مادة الخبز بسبب قصف الطيران الحربي الروسي للفرن الوحيد الذي كان يغذي المنطقة باحتياجاتها، وفقدان تام لمادة الزيت النباتي كذلك حال أغلب المواد الغذائية حيث أن المنطقة شبه محاصرة كون مدينة الرقة كانت هي خط الامداد الوحيد قبل أن تندلع حولها المعارك الأمر الذي انعكس سلبا وتسبب بشح المواد وارتفاع أسعارها الى أضعاف.
كما أكد (الحموي) على أن الجانب الطبي شبه متوقف عن الخدمة بسبب سيطرة عناصر تنظيم الدولة على المشفى الميداني الوحيد عند دخولهم المنطقة وأصبح حكرا على عناصرهم في ظل غياب تام للصيدليات والأدوية الضرورية بسبب المعارك.
ونوه (الحموي) الى أن اقرب مشفى للمنطقة يقع في مدينة الميادين التي تبعد عن المنطقة 300 كم يتم اسعاف المريض اليها بسيارات مدنية على طريق يسمى طريق الموت بسبب بعد المسافة والوعورة وفي بعض الأحيان يفقد المصاب حياته على الطريق بسبب عدم وجود اسعافات أولية او تطبيبه بشكل مبدئي فقط.
يضاف لذلك عدم توفر لقاحات الأطفال مما أدى الى ضهور امراض الشلل والحصبة وغيرها من الامراض التي يتعرض لها الأطفال اذ لم يتم إعطاء اللقاحات، أضف الى ذلك سوء الوضع التعليمي بسبب قصف الطيران الحربي للمدارس في كافة القرى والبلدات.
اما عن معاملة عناصر التنظيم مع المدنيين ذكر "الحموي" أبرز تلك المضايقات للأهالي المدنيين في المنطقة بمعاقبتهم على ما يسميه المخالفات الشرعية كعدم التزام اللباس الشرعي والتدخين اضف الى ذلك لتهم مختلفة كالردة والكفر والتعامل مع ما يعتبرهم التنظيم اعدائه من جيش حر وكذلك النظام والميلشيات الكردية، فيثقل كاهل السكان بغرامات مالية وعقوبات جسدية كالجلد والصلب و السجن وتصل أحيانا الى القتل، وملاحقتهم وسجنهم واخفائهم قسرا.
وعن اتفاقية "خفض التصعيد" التي وقعت مؤخرا يقول (الحموي) إن ناحية عقيربات وقراها شهدت تصعيدا همجياً بمستوى عالي منذ توقيع اتفاق وقف التصعيد الذي أعلن عنه فلم يمر يوما ولم تسجل فيه عشرات الغارات حيث أن طائرات الاحتلال الروسي والنظام تفرغت لهذه المناطق حيث تم توثيق 40 شهيداً منهم 12 طفلا و 6 نساء.
وأشار (الحموي) إلى أن هذا التصعيد هو أمر طبيعي ومتوقع حيث أن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ليست مشمولة في هذا الاتفاق بل بقي سكانها عرضة لمجاز الأسد ومن خلفه الاحتلال الروسي وذلك بحجة محاربة الإرهاب متسائلاً "ولا ندري هل هو إرهاب الأطفال والنساء والشيوخ الذين قدر لهم أن يعيشوا مكرهين تحت ظلم التنظيم لهم ومجازر النظام بحقهم، أم أنه إرهاب الحياة الذي يمارس بحق السكان المدنيين فلا دواء و لا غذاء ولا أمان لا على أرواحهم ولا ممتلكاتهم".
الجدير ذكره أن قوات النظام ارتكبت عدة مجازر بحق المدنيين في ناحية عقيربات أبرزها مجزرة الكيماوي بتاريخ 12-12-2016 التي راح ضحيتها أكثر من 100 مدني جلهم من الأطفال والنساء، لم تلق هذه المجزرة أي اهتمام دولي بسبب انها وقعت في مناطق تسيطر عليها عناصر تنظيم الدولة.