بلدي نيوز – الرقة(كنان سلطان)
أعدم تنظيم "الدولة"، اليوم الخميس، شابين من أهالي مدينة الرقة، وصلبهما وسط شارع 23 شباط، في سادس أيام شهر رمصان، بتهمة "تهريب أهالي المدينة المنكوبة، التي تحالفت كل قوى الشر، لقتل ابناءها" إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم.
قد يبدو الخبر اعتياديا، لطالما تصدرت الرقة واجهة الإعلام العالمي، وربط اسمها بالتنظيم، حيث قال عنها العالم إنها أكبر معاقل تنظيم "الدولة" وعاصمته، وبرر قتل الأبرياء بذريعة محاربة الإرهاب مرارا.
وتحدثت وكالة رويترز عن فرار نحو 10 آلاف مدني، إلى مخيم يقع إلى الشمال من مدينة الرقة، ويجازف الأهالي في عبورهم ألغام التنظيم، التي زرعت على مساحات واسعة بمحيط المدينة، وقدرت منظمة" أطباء بلا حدود" أعداد الفارين يوميا بالمئات، يصلون إلى منطقة عين عيسى التي تخضع لسيطرة مليشيات قسد، فيها مخيم لا يتسع سوى لستة آلاف شخص.
وقال الناشط الإعلامي "صهيب الحسكاوي" نقلا عن أحد الأهالي، أن أكثر من ٣٠ الف نازح من مدينة الرقة، وصلوا إلى منطقة (الخاتونية) والمزارع المحيطة بها، على بعد 3 كم غربي مدينة الرقة، هربا من القصف والمواجهات التي باتت على تخوم المدينة.
وأضاف في حديث لبلدي نيوز "وصل عدد آخر من النازحين إلى مناطق لاتزال واقعة ضمن سيطرة التنظيم، فيما تمكن جزء آخر منهم من العبور إلى مناطق سيطرة مليشيات قوات سورية الديمقراطية (قسد)".
وأوضح الحسكاوي إن الذين تمكنوا من الوصول إلى مناطق ميليشيات قسد، دفعوا مبالغ كبيرة، حيث دفع 200 دولار عن العائلة الواحدة، لأشخاص أوصلوهم إلى قرى خنيز وبعضهم وصل إلى مخيم عين عيسى.
وعن أوضاع النازحين داخل المخيمات، قال الحسكاوي "الأشخاص الذي تمكنوا من دخول المخيمات الواقعة ضمن مناطق سيطرة مليشيات "قسد" يمكن وصف أحوالهم بالأفضل نسبيا، قياسا إلى العائلات التي نزحت باتجاه مخيمات عشوائية في قرى (خنيز ) بريف الرقة الشمالي".
ولفت إلى أن الذين اتجهوا إلى المناطق التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة" وتحديدا في الجهة الغربية، فهم قصدوا أهل القرى، ومنهم من تمكن من الحصول على خيمة، فيما فضل قسم آخر العودة إلى المدينة والموت فيها على ذل النزوح والحاجة والجوع.
وأكد الحسكاوي لبلدي نيوز، أن أكثر من 100 ألف مدني من أهالي مدينة الرقة، يقبعون تحت الحصار والقصف اليومي، داخل المدينة.
وتغيب المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة وسواها عن المنطقة، ويقتصر تقديم المعونات على المبادرات الأهلية وجمعيات محلية، وسط ظروف مناخية صيفية قاسية، ونقص الكوادر والمعدات الطبية والأدوية.