"ماكرون" يستفز السوريين.. "الكيماوي" الخط الأحمر الوحيد! - It's Over 9000!

"ماكرون" يستفز السوريين.. "الكيماوي" الخط الأحمر الوحيد!

بلدي نيوز - (ميرفت محمد)
"هناك خط أحمر واضح جدًا بالنسبة إلينا: إن استخدام السلاح الكيميائي من أي طرف كان، سيكون موضع رد فوري من قبل الفرنسيين"، بهذه الجملة توعد الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) أي طرف يستخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا بتحرك فرنسي ضده.
هذه التصريحات استفزت مجموع من السوريين، الذين رأوا أنها قد تعزز الصمت عن قتل السوريين بالأسلحة التقليدية، بالتركيز على أن الخط الأحمر الوحيد هو السلاح الكيماوي، إضافة إلى أن (ماكرون) تجاهل الدعوة إلى محاسبة الأسد عن جرائمه الكيماوية السابقة من قبل فرنسا والدول الغربية.
ماكرون الذي دعا أكثر من مرة للتركيز على الحل السياسي بعيدًا عن الحلول العسكرية في سوريا، وآخرها كانت قبل يومين عندما التقي برئيس الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية، (رياض حجاب)، ركز أيضًا على أهمية مكافحة الإرهاب في سوريا.
فرنسا تعجز عن مواجهة الأسد
يصف المحلل السياسي (جميل عمار) تصريحات الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) بـ"تصريحات استعراضية"، ويقول "رسالة ماكرون هي أشبه بمن يقولون لنظام الأسد راهنتم على لوبان وفشل رهانكم ونحن سنقف في وجهكم".
ويشدد (عمار) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" على أن فرنسا لا يمكنها أن تتحرك بمفردها في الشرق الأوسط، فهي لا تستطيع مواجهة روسيا ولا تجاوز أمريكا، ويفسر (عمار) عدم قدرة فرنسا على الإقدام على محاسبة الأسد عن جرائمه الكيماوية السابقة بوجود فيتو روسي دائم لا تنفع معه المحاسبة، قائلًا "ماكرون لا يملك القدرة ليمنح أو يمنع، لا يقدم ولا يؤخر"، متوقعًا استمرار سياسة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند تجاه القضية السورية من قبل (ماكرون).
يذكر أن هذا التصريح لم يكن الأول، إذ أنه عقب أزمة استخدام الكيماوي في خان شيخون، قال ماكرون "علينا أن نتدخل ضد من يستخدمون الأسلحة الكيميائية لقتل المدنيين في سوريا ووضع حد لجرائم الأسد بحق الأبرياء بعدما شكل الصمت الدولي عن تلك المجازر مبررا لقتل المزيد من الأطفال والنساء دون ذنب وهو ما لن يستمر".
تسليم السلاح وكفى!
يفسر المحلل السياسي (عبدالعزيز عجيني) الموقف الفرنسي الأخير من القضية السورية، بعدم رغبة من قبل الدول الغربية والفاعلة في الملف السوري في إنهاء الحرب في سوريا كونها لم تنجز مهامها كاملة بعد.
ويوضح (عجيني) أنه "دأبت هذه الدول المناورات الإعلامية لتبرر تخاذلها في التدخل لإيقاف آلة الإجرام الأسدية، فتارة يطلب من المجرم تسليم سلاحه وكفى، ثم سرعان ما يستخدم السلاح ذاته في قتل المدنيين، وفي كل مرة تتبادل الدول الفاعلة الأدوار في هذه القضية بحيث لا يتم الوصول إلى صيغة نهائية تلزم نظام الأسد بالتوقف عن القتل".
ويقول لبلدي نيوز "منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) وخطوطه الحمراء وحتى يومنا هذا تبحث الدول الغربية عن أي مخرج لها ولنظام الأسد، وكانت آخر صرعات هذه القضية أن فرنسا تلوح بالتدخل في حال استخدم بشار الأسد سلاحًا كيميائيا"، ويضيف مستهجنًا "من يدري ربما يستخدم سلاحًا بيولوجيًا وعندها لا يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء لفرنسية، إنها لعبة مقرفة".
أولوية محاربة الإرهاب
يرى السياسي السوري (كمال اللبواني) في تصريحات الرئيس الفرنسي إنذارا للنظام السوري وللروس بعدم استخدام الكيماوي، ويضيف "ماكرون اعتبر أن أولويات فرنسا هي محاربة الإرهاب، فتعرضها لضربات موجعة من قبل الإرهاب الذي توجهه إيران والنظام السوري، دفعها لفتح حوارًا جديًا مع الروس أملا في التوصل معها لتفاهمات"، حيث قال (ماكرون) أن "أولويتنا المطلقة هي مكافحة الإرهاب واستئصال المجموعات الإرهابية وخاصة (داعش)"، ويتوقع (اللبواني) أن يكون هناك دور كبير لفرنسا في سوريا مستقبلًا، على اعتبار أنها الدولة الأكثر قربًا ومقدرة على هندسة استعادة الاستقرار في سوريا، ويضيف لبلدي نيوز "أن الإرهاب أصبح بالنسبة لفرنسا مسألة داخلية لها أولوية كما عند الجميع، لكن الخارجية الفرنسية تفهم جيدًا جذوره وأسبابه وداعميه، وتفهم أن الخلاص منه أكثر من عمليات عسكرية".
وفيما يتعلق بالسياسة الفرنسية الجديدة، قال (اللبواني) أن فرنسا كانت متحمسة للضربات العسكرية أيام الرئيس الفرنسي هولاند، وهي لن تغير سياستها أيام ماكرون، ويؤكد (اللبواني) على أن فرنسا تدرس حاليًا الإمكانيات، وتجمع الأفكار الممكن تطبيقها، وتنتظر تحالف دولي يدعمها، لهندسة مشروع يحافظ على سوريا ويعيد لها الاستقرار، ويدعو (اللبوني) إلى فتح باب لتعاون مع فرنسا طالما أنها لا تريد التقسيم ولا التهجير، ولا الاحتلال.

مقالات ذات صلة

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

قضائيا.. مجلس الشعب التابع للنظام يلاحق ثلاثة من أعضائه

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية