بلدي نيوز – (منى علي)
قال حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن "الجامعة العربية تقف في صف وحدة الأراضي السورية، واستمرار المناطق الآمنة دون حل سياسي يهدد وحدة سوريا".
جاءت تصريحات زكي عقب لقاء جمعه ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين في القاهرة.
ولم ينكر المسؤول الكبير في الجامعة العربية أن "وزير الخارجية الروسي هو من نبّه الجامعة العربية خلال الاجتماع إلى خطورة هذا الموقف في سوريا".
وتتطابق تصريحات المسؤول العربي وموقف لافروف مع رؤية الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، الذي أكد أول أمس أن بقاء الوضع السوري بلا حل سياسي هو مقدمة للتقسيم، منوهاً إلى أن ذلك ربما يبدأ من مناطق "خفض التصعيد".
إلا أن النوايا تبدو متباينة جداً، فروسيا تقول دائماً إنها تحرص على وحدة الأراضي السورية، فيما تدعم الوجود الإيراني والميلشيات التي ترعى التغيير الديمغرافي من جهة، كما تدعم الانفصاليين الأكراد من جهة أخرى وتحميهم في منبج وعفرين حيث نشرت قوات هناك لمنع استهدافهم من قبل تركيا. كما أنها تفرض سيطرة مطلقة على الساحل السوري بكامله.
اللافت في الأمر أن الجامعة العربية التي لم تسهم من قريب أو بعيد بالحل السوري، تخرج اليوم بتصريح وتقول صراحة إنها تتبنى الموقف الروسي، دون أن يكون لها أي موقف مستقل فاعل بخصوص بلد هو عضو أصيل ومؤسس فيها!..
يأتي هذا بعد انحسار الدور العربي في القضية السورية، فمنذ محادثات أستانا التي أسست للوضع القائم على الأرض اليوم، قلصت دول مثل السعودية وقطر دورها العلني في القضية السورية، حتى خلا أستانا من دولة عربية تكون من بين الضامنين، ليُناط مصير البلد بثلاث دول هي (روسيا وإيران وتركيا)، ومع أن روسيا قالت إن تركيا تمثل الدول العربية الداعمة للمعارضة (السعودية وقطر تحديداً)، إلا أن غياب الدور العربي بقي محط تساؤل كبير.
يشار إلى أن اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، في موسكو، تطرق لقضايا النفط والطاقة بشكل رئيسي، بينما تمت مناقشة القضية السورية على الهامش، ولم تنقل وسائل الإعلام أية تطورات بشأنها أو تحولات في المواقف.
وبقيت الجامعة العربية بعيدة عن أي دور فاعل في القضية السورية، حيث تتباين مواقف الدول الأعضاء، واستطاعت قطر أن تمنح المقعد السوري للمعارضة في القمة العربية التي عقدت في الدوحة عام 2013، إلا أن المقعد السوري عاد شاغراً في القمم التالية، بسبب تباين مواقف الدول، حتى جاء من ينادي بإعادة المقعد لنظام الأسد في القمة الأخيرة بالأردن، وهو ما تم رفضه.