الحشد العراقي على الحدود السورية.. وموسكو تلمّع صورته - It's Over 9000!

الحشد العراقي على الحدود السورية.. وموسكو تلمّع صورته

بلدي نيوز- (حسام محمد)
تشير غالبية التقديرات بأن ما يحاك للمنطقة العربية عامة، والعراق وسوريا على وجه الخصوص، هو من أخطر المشاريع الطائفية التي ستغرق المنطقة في حروب مذهبية لن تندمل قبل عقود طويلة، فالحشد الشعبي العراقي ذو الصبغة الطائفية بامتياز بات اليوم بنظر الدول الكبرى ملهماً لمكافحة الإرهاب، والميليشيات الانفصالية الكردية حمامة جالبة للسلام والاستقرار في المنطقة!.

في العراق، أكدت مصادر رسمية من "الحشد الشعبي" العراقي تواجدهم الحالي بمحاذاة الحدود العراقية السورية ضمن مسافات طويلة، فيما لا يغفل الحشد الطائفي تكرار العبارات التي تتحدث عن دخوله الأراضي السورية لمقاتلة تنظيم "الدولة"، وسط تهميش متعمد لقوى الثورة في سوريا تارةً ودعم أطراف ثانوية مشروعها تأجيج وتعميق الصراع لا احتواؤه.

المتحدث باسم هيئة "الحشد الشعبي" العراقي، "كريم النوري" قال لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن قوات الحشد الشعبي تقدمت في محافظة "سنجار" على الحدود العراقية السورية، وسيطرت على الطريق الرابط بين القضاء والبعاج، وتعمل على سد الفراغ لتشكيل محور استنزاف جديد لمنع تقدم وتدفق عناصر تنظيم "الدولة" من الأراضي السورية إلى العراق.

وتأتي سيطرة ميليشيات "الحشد الشعبي" على الحدود العراقية السورية في ظل الكشف عن وثائق مسربة عن ميليشيا جديدة تتبع للحشد الشعبي العراقي دخلت إلى سوريا منذ مطلع عام 2016 للقتال بجانب ميليشيات النظام السوري تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، فيما كشفت الوثائق تقاضي أفراد الميليشيا المكونة من 250 عنصراً مبلغ 750 دولار أمريكي شهرياً.
كما بينت الوثائق المسربة بأن ميليشيا "قوات البراق" التابعة للحشد الشعبي أبرمت عقودها لدخول سوريا عسكرياً مع "محمد جابر" قائد لواء ميليشيا "صقور الصحراء" الموالية للنظام السوري والمقربة منه طائفيا.
إلا إن الدعم الإعلامي والسياسي بالإضافة إلى العسكري لميليشيات "الحشد الشعبي" العراقي، في ظل تأكيدات إعلامية غربية بأن الميليشيات التابعة للحشد العراقي تنفذ جرائم لا يمكن وصفها، ووصفت مجلة دير شبيغل الألمانية، القوات العراقية التي تقاتل لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "الدولة" بـ "وحوش وليسوا أبطالًا"، نظرًا لما يقومون به في حق أبناء الموصل، حيث وثقت المجلة بالصور العديد من حالات الانتهاكات التي ارتكبتها القوات العراقية في المدينة، منذ انطلاق العمليات في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

أما موسكو، ففعلت في العراق على غرار ما فعلته في سوريا، حيث دعمت الميليشيات الإجرامية لمكافحة التطرف، وتجاهلت المطالب الشعبية المحقة، فبدأ الإعلام الروسي والرديف بتمجيد الميليشيات التابعة لإيران، فيما يبدو أن المجتمع الدولي يرحب بإغراق المنطقة بالطائفية المذهبية، التي ستكون ناراً يكتوي بها الجميع دون استثناء.

المحلل العسكري والسياسي السوري العقيد "محمد خير العطار"، قال لـ "بلدي نيوز": "هذا الزخم المقدم لميليشيات الحشد الشعبي العراقي في العراق، وتمجيد الأسد والميليشيات الطائفية في سوريا، هو ترسيخ للمشروع الذي بدأ الأسد بترسيخه منذ أوائل عام 2011، وتحويله للثورة السورية إلى حرب طائفية بين الأكثرية السنية والأقلية العلوية، وسط مباركة دولية".
وأضاف المصدر: "تعزيز التواجد المذهبي لهذه الميليشيات سيكون المفتاح وكلمة السر لحرق المنطقة لعقود طويلة، بعد الدراسات الكبيرة التي نظمتها الدول الكبرى، فدعم الجهاديين الشيعة ضد الجهاديين السنة هدفه دفع كل طرف نحو المزيد من التطرف الديني، والأخذ بسياسة الانتقام والانتقام المضاد، مما يثبت رواية (الفوضى الخلاقة) التي لن تبقي في المنطقة ولن تذر.

مقالات ذات صلة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"الدفاع التركية" تعلن تحييد عناصر من "العمال الكردستاني" شمالي سوريا

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

إيران تواصل تحركاتها وتبديل مواقعها بعد استهدافها من "التحالف"