بلدي نيوز - ريف حلب (عمر حاج حسين)
تتعرض مدينة مسكنة والقرى المحيطة بها في ريف حلب الشرقي لحملة عسكرية ممنهجة من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية الموالية لها، في محاولة للتقدم على حساب تنظيم "الدولة" الذي يسيطر عليها.
فمنذ مطلع هذا الشهر الجاري كثفت القاذفات التابعة لسلاح الجو الروسي، والمروحيات التابعة لنظام الأسد غاراتهم بالبراميل المتفجرة على المدينة، بغية السيطرة عليها وطرد عناصر التنظيم من آخر معقل لهم في ريف حلب.
وفي آخر التطورات الميدانية، تجددت صباح اليوم السبت الاشتباكات بين عناصر التنظيم وقوات النظام على عدّة محاور "المهدوم وتل حسان وجراح صغير" في محاولة الأخير التقدم على المنطقة، رافق تلك الاشتباكات قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة مسكنة والقرى المحيطة بها، كما قصفت المروحيات بعشرات البراميل المتفجرة المدينة بغية طرد سكانها المدنيين الخاضعين لسيطرة التنظيم، كما يفعل في معظم المناطق السورية.
فيما سجلت المدينة في الآونة الأخيرة موجة نزوح عارمة باتجاه مناطق البادية السورية، والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بريف مدينة الرقة.
وتعد مدينة مسكنة وسكانها ضحيّة إصرار الأسد على السيطرة عليها، في حين يصر تنظيم "الدولة" على التشبّث بها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة له، والمساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية التي تشرف عليها، وهي مفتاح الدخول إلى ريف مدينة الرقة الشرقي.
ويقدر عدد سكان مدينة مسكنة بحوالي 80 ألف نسمة، نزح منهم أكثر من 30 ألف مدني كما نزح من ريفها نفس العدد تقريباً، فيما بقي ما يقارب 10 آلاف مدني داخل القرى الخاضعة للتنظيم حائرين بين سكين تنظيم الدولة وبراميل الأسد أو سجونه.
ويشهد الوضع الطبي في المدينة حالة يرثى لها، وسط انقطاع المواد الطبية والأدوية عنها، كما هاجر عدد من الأطباء والممرضين المنطقة، بسبب معاملة عناصر التنظيم السيئة لهم وصعوبة العيش تحت كل هذا القصف الممنهج، إضافة للقرارات التي فرضها التنظيم ومنها منع الأطباء في العمل إلا في المشافي التابعة له.
يذكر أن الثوار حرروا مدينة مسكنة والقرى المحيطة بها في منتصف عام 2012، بعد اشتباكات مع قوات النظام وتولت إدارة المدينة هيئة مدنية ممثلة بمجلس محلي، ليسيطر التنظيم في بداية 2014 على المدينة.