بلدي نيوز - الرقة (خاص)
تندلع معارك عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، بين تنظيم "الدولة" وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في الضواحي الشمالية لمدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
وتخوض ميليشيات "قسد" معركتها ضد التنظيم، مدعومة بتغطية جوية من طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شنت الطائرات عشرات الغارات خلال الأيام الماضية، على مناطق شمال الرقة، ممهدة الطريق لميليشيات "قسد" التي سيطرت بدورها على قرى العطشانة والملالي وتل معز قرب سجن الرقة المركزي، الذي يبتعد مسافة 5 كيلو مترات عن المدينة، بالإضافة إلى عدة مزارع متاخمة للمدينة كميسلون والرشيد والرافقة والجلاء.
ويأتي التقدم السريع لميليشيات "قسد" في مناطق شمال الرقة، بعد بسط سيطرتها على مدينة الطبقة (50 كيلومترا غرب الرقة)، عقب قرابة شهرين من المواجهات العنيفة مع تنظيم "الدولة"، والتي راح ضحيتها العشرات من سكان المدينة.
وتتابع "قسد" بدعم من التحالف، مسيرها نحو مدينة الرقة، متبعة استراتيجية الأرض المحروقة، التي تعتمد على قصف جوي مكثف من الطيران الحربي وقصف مدفعي عشوائي لإجبار عناصر التنظيم على التراجع، ومن ثم بدء عمليات الاقتحام.
من جانبه، استعد تنظيم "الدولة" للمعركة بشكل جيد طيلة الأشهر الماضية، فبنى الجدران الرملية على مداخل المدينة وأسوارها، ووضع الدشم والحواجز في معظم الشوارع والأزقة، كما نصب أعداداً كبيرة من القساطل الاسمنتية المعبأة بالنفط وسط الشوارع، بغرض إشعالها وتحييد سلاح الجو، الذي يشكل نقطة القوة الرئيسية التي تمتلكها ميليشيات "قسد"، بيد أن حالة من التوتر تسيطر على التنظيم داخل الرقة، بعد خلافات كبيرة بين عناصره، جاءت على خلفية نقل التنظيم لمعظم قيادييه ومقاتليه الأجانب إلى مدينة دير الزور، حسبما أفادت به مصادر إعلامية محلية.
معركة السيطرة على الرقة أصبحت وشيكة، حسبما صرحت بعض الشخصيات القيادية في ميليشيات "قسد"، وذلك ما أثار خوف أهالي المدينة التي ما زالت مكتظة بالسكان رغم هجرة الآلاف منهم، فبينما كان الخوف أحادياً خلال الأشهر الماضية من تصرفات ميليشيات "قسد" بتهجير المدن والبلدات ذات الأغلبية العربية، أصبح الخوف مزدوجاً بعد معاينة حجم الخسائر البشرية والمادية الضخمة، في مدينة صغيرة الحجم وقليلة السكان كمدينة الطبقة، حيث وثّق ناشطون استشهاد 379 مدنيا في مدينة الرقة وأريافها منذ 15/3/2017 وحتى يوم السبت الماضي.