بلدي نيوز – (متابعات)
تتواصل معاناة 8 عائلات سورية عالقة على الحدود بين الجزائر والمغرب، المستمرة منذ نحو شهر، وتشهد أوضاعهم الصحية والنفسية تدهوراً كبيراً في جو صحراوي متقلب، ورياح عاتية، إضافة إلى انتشار الحشرات والأفاعي، في ظل انعدام أي نوع من الرعاية الصحية بحسب وكالة الأناضول التركية.
وطالبت العائلات العالقة في تسجيلات مصورة وصوتية أرسلتها للأناضول، دول العالم والمنظمات الدولية بالتدخل لإخراجهم من المنطقة، حيث تعيش العائلات في خيام مهترئة من الأقمشة والبطانيات، ويغطي غبار الصحراء وجوههم وأجسادهم، ناهيك عن انتشار الأفاعي والعقارب وهي أحد أكبر المخاوف لدى تلك العائلات، خاصة الأطفال.
وأفاد أحد أرباب الأسر في تسجيل مصور أن الأطفال يعيشون أوضاعاً مأساوية في الصحراء، بلا طعام أو ماء صحي، مناشداً رؤساء وملوك دول العالم ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنقاذهم من الصحراء القاتلة.
وقالت الطفلة حلا رعد إنهم متعبون جدا فلا الجزائر تقبل بعودتهم ولا المغرب تسمح بدخولهم، مشيرةً إلى أنهم يعيشون حياة صحراوية، حارة نهارا باردة ليلا، حيث لا يجرؤ الكثير منهم على النوم خوفاً من الأفاعي والعقارب، موضحة أن حياتهم حياة براري لا يرتضي أحد أن يعيشها، "نحن نحرق الشوك في الليل لنتدفأ ونحمي أنفسنا من الحيوانات".
وأضافت حلا: "هنا الجميع معرض للمرض والموت كبيراً كان أم صغيراً"، واشتكت إحدى السيدات من حرارة الشمس وأشعتها والخطر الذي تمثله على الأطفال، مطالبة بإنقاذهم مما هم فيه قبل أن يلقوا حتفهم.
ويناشد السوريون العالقون سلطات البلدين إنقادهم من الوضع الذي يعيشون فيه على الحدود في الصحراء، منذ 18 من الشهر الماضي في رسائل وجهوها عبر وسائل الإعلام، في حين يتبادل البلدان التهم بشأن المسؤولية عن وصول اللاجئين؛ إذ تقول الرباط إن هؤلاء الأشخاص عبروا الأراضي الجزائرية لدخول للمغرب، بينما تقول الجزائر إنها سجلت يوم 19 أبريل/نيسان الماضي، محاولة السلطات المغربية طرد اللاجئين نحو الجزائر.
وأصدرت الداخلية المغربية، نهاية الشهر الماضي، بياناً بخصوص اللاجئين العالقين، اتهمت فيه نظيرتها الجزائرية بـ"محاصرة مهاجرين سوريين في ظروف لا إنسانية" بالقرب من الحدود بين البلدين جنوبا، بالمقابل، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة، في تصريح سابق للأناضول: "هذا الموضوع إنساني حساس ودقيق ولا يجوز إطلاقا المتاجرة بمأساة اللاجئين والأشقاء السوريين".
وكانت الخارجية الجزائرية، استدعت عام 2014 سفير الرباط لديها، لإبلاغه رفضها ما وصفته بـ"مزاعم بطرد لاجئين سوريين نحو التراب المغربي"، وخلّف الموضوع آنذاك، أزمة دبلوماسية بين البلدين.