الجغرافيا حليفة الأسد ضد الثوار - It's Over 9000!

الجغرافيا حليفة الأسد ضد الثوار

بلدي نيوز - (حسام محمد)

احتلت سوريا عبر موقعها الجغرافي الحساس دوراً هاماً إقليمياً ودولياً وعلى مدار العصور القديمة والحديثة المختلفة، ونهضت سوريا مرات عدة بعد حروب ضارية، وازدهرت لعقود طويلة، كما كانت الجغرافيا السورية هدفاً للعديد من الحملات العسكرية والمؤامرات بهدف الاستحواذ على خيراتها والاستفادة من موقعها، على اعتبار أن من يسيطر على سوريا يستطيع التحكم في تمكين السلم العالمي أو تأجيج عدد كبير من الدول.
وارتبطت أهمية سورية السياسية والاقتصادية طوال تاريخها بمركزها في ملتقى ثلاث قارات وثقافات عدة، وكانت سورية بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي محورا للتجارة العابرة بين العديد من بلدان الشرق الأوسط، كما كانت عاملا حيويا في تحديد السياسة والصراع العربي الإسرائيلي.
غابت سوريا عن المشهد الدولي والإقليمي وتبعثر تأثيرها السياسي والاقتصادي وحتى التجاري مع احتلال نظام الأسد الأب السلطة في البلاد، فأصبح السوريون في سوادهم الأعظم مغيبين عن الواقع وعن العالم الخارجي، وتم عملية السيطرة عليهم عبر اتباع الأسد الأب والابن سياسية الإفقار المتعمد والتخويف الأمني، مما جعلهم لا ينالون الاستقرار، العامل الأهم في تقدم الشعوب وتأثرها وتأثيرها في المحيط.
ليعود ذات الصراع حول سوريا مع اندلاع الثورة السورية التي كسرت حاجز الخوف والتخويف المتبع من قبل الأسد الابن، لتؤكد سنوات الثورة السورية بأن الأسد لم يكن سوى زعيم منتدب من القوى العالمية الكبرى، الأمر الذي رأى فيه عدد من المراقبين بأن سوريا كانت تحت الاحتلال غير المباشر بالوكالة، حيث إن نظام الأسدين طبق المخططات الغربية وعندما انتفض السوريون كان لا بد للقوى الداعمة له من أخذ دورها المباشر بعد العمل في الخفاء لعقود.
الناشط الإعلامي "عبد الله جدعان" قال لـ "بلدي نيوز": "موقع سوريا الجغرافي وقربها من إسرائيل جعل السوريين يدفعون ثمنا غاليا وغاليا جدا وجعل دول العالم تشاهد المجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري مستخدما كل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا على مدار سبعة أعوام دون أن يحركوا ساكنا.
وزاد جدعان "الصمت الدولي يعود للخدمات الجليلة التي كان يقدمها بشار للأسد، وحافظ من قبل لإسرائيل والدول الكبرى، وخاصة من خلال حماية إسرائيل بحكم الحدود التي تربط سوريا معها، هذه الخدمات الجلية والكبيرة من النظام لإسرائيل دفعت العالم لإعطاء بشار الأسد الضوء الأخضر للقضاء على معارضيه في سبيل بقائه على رأس السلطة ليكمل دوره في حمايته إسرائيل".
واستطرد "جدعان": "فعلى مدار السبعة أعوام لم تستطع كل دول العالم ولا حتى مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان إصدار قرار ملزم يوقف آلة القتل التي يتبعها النظام ضد السوريين".
وأضاف: "نحن نعلم أن سبب استمرار مأساة السوريين هي حدود إسرائيل ومجاورتنا لها فهم لا يترددون في الإبقاء على بشار الأسد لأنهم لن يجدوا عميلاً في العالم العربي يضاهي عمالة بشار الأسد وخيانته وهو الذي كان يتغنى دائما بالمقاومة والممانعة في الوقت الذي كان يقدم فيه الحماية لإسرائيل".
أما الدكتور "وائل الشيخ أمين" فقال لـ "بلدي نيوز": "الفصائل عند تعاطيها مع الواقع تعاملت معه وكأنها تعيش على كوكب آخر منفصل عن المحيط مع أن سورية هي عقدة صراع دولي".
وأضاف: "لكن القادة في أطروحاتهم لا يلتفتون إلى ذلك، ربما أزعجهم الواقع فتجاهلوه وراحوا يبنون نظرياتهم وسياساتهم على تصور خاص بهم".

بدوره، قال الناشط "رامي الشيخ" لـ "بلدي نيوز": "التدخلات الدولية المتتالية في سوريا واحتلال كل منها حسب حاجته، يعيد للذاكرة بأن سوريا كانت ولا زالت هدفاً لغالبية قوات الاحتلال المتعاقبة، وأن العامل المشترك بين كافة تلك الاحتلالات هو عدم السماح للشعب السوري بالنهوض، وتحرره من قبضة المحتل الداخلي".
ورأى الشيخ بأن المخططات الدولية الحالية ضد سوريا لا تختلف عن تلك الحملات التاريخية ضدها، فمنهم من لديه مطامع بالنفط السوري كالروس والإيرانيين والأمريكان، ومنهم من لديه مطامع طائفية كالإيرانيين ضد دمشق لما تحمله من رمز ديني وثقافي للسوريين، وكذلك منهم من لديه مخططات للسيطرة على موقع سوريا على البحر المتوسط كالاحتلال الروسي".

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي