بلدي نيوز: ريف دمشق (إبراهيم رمضان)
عانى عشرات الآلاف من السوريين ولا يزالون في لبنان من أوضاع أمنية بالغة السوء، مخاوف أمنية أضيفت إلى الأزمات المعيشية والخدمية وصولاً للمساعدات الأممية، ليبقى اللاجئ السوري في مهب الريح، وسط أجواء تحريضية تديرها تيارات وأحزاب موالية لحزب الله اللبناني.
ليصبح واقع حال السوريين اليوم أشد ألما، مع عشرات المنشورات التحريضية التي تديرها صفحات تابعة لتيارات توالي "حزب الله"، منشورات تدعو وتحرض للانتقام من السوريين بعد وصفهم بالدواعش تارةً وبالمخربين تارة أخرى.
من هذه الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "اتحاد الشعب اللبناني"، والتي قالت مصادر مطلعة لـ "بلدي نيوز" بأنها تدار من قبل تابعين لـ "جبران باسيل"، لتمارس هذه الصفحة الترهيب النفسي والاجتماعي ضد اللاجئين السوريين بمختلف الأساليب.
وتعمل هذه الصفحة على وصف السوريين في لبنان بأنهم "أزلام مخابرات" تارة وبأنهم تابعون لـ "داعش" مرة أخرى، وتمارس في عملها التحريضي أقذر العبارات بحق اللاجئين، وسط حالة من تفاعل الآلاف ضد السوريين من مناصري "باسيل" والتهافت على السوريين بمئات الشتائم اللاأخلاقية.
ويستمر التذرع بحفظ الأمن بالمزيد من الممارسات العنصرية، كتوقيف وترحيل وإجبار السوريين على تنظيف الشوارع، عندما أجبرت بلدية ترتج في قضاء جبيل (شمال بيروت) اللاجئين المقيمين في نطاقها على تنفيذ يوم عمل مجاني لتنظيف شوارع البلدة، حسب صحفية "السفير" اللبنانية.
بدوره، قال الناشط السوري في لبنان "فراس الأشقر" لـ "بلدي نيوز": "يعاني اللاجئون السوريون في لبنان، من الممارسات العنصرية على جميع الأصعدة، العمل والتجارة والتعليم، حيث يتم استغلال اليد العاملة السورية للعمل بسعر منخفض جداً عن أجر المواطن اللبناني.
أما من الناحية التجارية، فقد صدر مؤخراً عن وزير العمل اللبناني، الوزير محمد كبارة، قرار يمنع افتتاح المحال التجارية من قبل الأجانب ويخص هذا القرار أصحاب المطاعم والمقاهي ومحال البقالة والخضراوات، التي يملكها السوريون".
وأضاف "الأشقر": "تم في الآونة الأخيرة، إغلاق عدد كبير من محال السوريين بموجب القرار، وفي السياق ذاته، خرجت مظاهرات من قبل اللبنانيين، تم فيها حرق الإطارات وقطع الطرقات، احتجاجا على اليد العاملة السورية، ودعت لإيقاف كافة أعمالهم".
إحراق طفل سوري
في 9 من شهر آذار/ مارس الماضي، كان الفتى السوري "أيهم مجذوب" يقصد قرية غزة الواقعة في منطقة البقاع اللبنانية، أراد الفتى ذو الرابعة عشر من العمر، والعامل في محل لبيع النرجيلة، إيصال طلبية لأحد الزبائن، لكن وقود دراجته النارية لم يسعُفُه لإكمال مشواره، فلجأ لتدبير أمره بأخذ زجاجة بنزين من دراجة ركنت داخل بناية.
وعندما اكتشف أمره تمثلت ردة فعل مجموعة من الشباب اللبناني بضربه ضربًا مبرحًا، بل لم يكتفوا بذلك فسكبوا زجاجة البنزين على جسده وأشعلوا النار به، وأصيب الصبي بتشوهاتٍ كبيرة في وجهه وجسده، ونُقل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى جعيتاوي في بيروت، وقالت أمه خوفًا على أسرتها إنه "ليس هناك أية مشكلة مع أحد، ولا يوجد أحد حَرَقَ ابني، إنما انفجرت زجاجه البنزين في وجهه"، بحسب ما تداولت بعض المصادر الإعلامية.