بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
دأبت المواقع الإعلامية للنظام والإعلام المساند له كالروسي وعدة جهات أخرى، على إظهار جيش النظام في مظهر القوي والقادر على الوقوف في وجه الثوار في جميع مناطق سوريا، وأنه مازال جيشاً متماسكاً قوياً ويتصدى لما يسمونه "الإرهاب".
ولعل الدراسات التي تنشرها مواقع أجنبية تعمل على تبييض صورة هذا الجيش، وتروج له عن طريق إعطاء معلومات مغلوطة، وغير صحيحة عن قدرة الجيش وترتيبه، تساهم بدرجة كبيرة في مساعدة هذا الإعلام الموالي والمساند للنظام على التفاخر والتغني بجيش الأسد، منها موقع مؤسسة "غلوبال فاير باور" المتخصص بالشؤون العسكرية الذي أظهر جيش النظام في الموقع الرابع عربياً بعد مصر والسعودية والجزائر.
ولعل الموقع استند إلى معلومات غير واقعية ومغلوطة في تصنيف جيش النظام، الذي وصل لحافة الانهيار قبل أكثر من ثلاثة أعوام بعد الحراك الثوري في سوريا، والانشقاقات التي تعرض لها الجيش من قبل ضباط وعناصر اصطفوا في صف الحراك الشعبي المناهض للنظام، إضافة للمعارك التي خاضها الجيش في مناطق عديدة وخسر فيها عشرات المواقع والنقاط العسكرية وآلاف القتلى والجرحى في صفوفه، وصلت به لمرحلة الانهيار.
هذا الانهيار الذي أجبر النظام على الاستعانة بالميليشيات الأجنبية أولها "حزب الله" اللبناني ثم الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية والأفغانية، تلا ذلك تدخل القوات الروسية بشكل حقيقي عسكرياً على الأرض، والتي كان لها الدور الأكبر في وقف انهيار جيش الأسد والحفاظ على بقاء النظام حتى اليوم.
ولعل تدخل القوى الأجنبية ساعد في تقوية النظام وجيشه عسكرياً، أما بشرياً فاعتمد نظام الأسد على إحداث ميليشيات محلية تغري فيها الشباب للانضمام لها برواتب كبيرة وتتولى عمليات "التعفيش" والكسب من عائدها المادي، الأمر الذي ساعد جيش النظام على الثبات حتى اليوم، ولولا ذلك لكان جيش النظام في آخر الجيوش العربية والعالمية.
وينظر مراقبون إلى التصنيف الحالي لجيش النظام على أنه رابع قوة عربية، أنه ضرب من الخيال أو محاولة لتبييض صورة هذا الجيش وإظهاره بموقع القوي، وإغفال الوقائع التي تشير لانهيار شبه تام في جيش النظام لولا وجود الميليشيات الأجنبية والمحلية التي مساندته.
