بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
عبر الأهالي في بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين بريف إدلب، عن فرحهم لدخول الحافلات المخصصة لإخلائهم من البلدتين، ضمن الاتفاق المبرم بين الفصائل "أحرار وتحرير الشام" وإيران، برعاية قطرية، في محاولة لإظهار نوع من المظلومية والمعاناة وسط الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من عامين.
وتداولت صفحات رسمية لبلدتي كفريا والفوعة صوراً لأطفال من البلدتين فرحين بوصول الحافلات التي قالوا إنها ستنقلهم إلى بر الأمان، فيما تداولت صفحات أخرى رفض أهالي كفريا والفوعة الخروج من بلداتهم، لدرايتهم بأن النظام سينقلهم لمنطقة "حسيا" بحمص حسب قولهم، كما فعل مع الدفعات التي خرجت سابقاً من البلدتين، في تناقض للإعلام الموالي لنظام الأسد.
وتهدف الصفحات الموالية من صور الأطفال التي تتناقلها، إلى إظهار درجة المعاناة التي واجهها أهالي كفريا والفوعة، في ظل الحصار، مع أحاديث عن انتشار الأمراض ونقص الغذاء والدواء، مخالفين الوقائع التي عاشها أهالي البلدتين من نعيم رغم الحصار، حيث لم تنقطع عنهم عمليات الإمداد الجوي من شتى أنواع المساعدات وحتى الأسلحة من قبل طيران اليوشن طوال أيام الحصار.
يضاف إلى ذلك القوافل الإنسانية التي دخلت مراراً لبلدات كفريا والفوعة، هذا عدا عن عمليات التهريب التي وصلت لمرحلة إدخال الكماليات كالدخان والمكياج والعطورات للبلدتين من بعض ضعاف النفوس والمنتفعين، ما يؤكد زيف الادعاءات بالجوع أو المعاناة.
وفي المقابل واجه آلاف المدنيين في بلدات مضايا وبقين مرارة الحصار والجوع والتجويع من قبل ميليشيا "حزب الله" وقوات النظام، التي قتلت أكثر من 250 مدنياً خلال فترة الحصار، كما لقي العديد من المدنيين مصرعهم جراء المرض وعدم توفر أي نوع من الطبابة، ورفض القوات المحاصرة للبلدتين إخراج الجرحى إلا ضمن صفقات متزامنة مع الفوعة وكفريا، في الوقت الذي لم تسجل فيه أي حالة وفاة بسبب المرض والجوع في كفريا والفوعة.
وباتت بلدات كفريا والفوعة بريف إدلب والتي يقطنها أهالي البلدتين من الطائفة الشيعية بينهم أكثر من 4000 مقاتل منهم من جنسيات إيرانية ولبنانية، باتت على موعد مع الخروج من ريف إدلب بشكل كامل وفق ما ينص عليه الاتفاق المبرم حسب التسريبات المتوفرة.