بعد الضربة العسكرية.. هل تعد واشنطن لضربة سياسية تُنهي نظام الأسد؟ - It's Over 9000!

بعد الضربة العسكرية.. هل تعد واشنطن لضربة سياسية تُنهي نظام الأسد؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)
تركت الإدارة الأمريكية، السوريين والمجتمع الدولي بعد الضربة الصاروخية على مطار الشعيرات بين توقعين قد يتم الدمج بينهما، أولهما المزيد من الضربات العسكرية الأمريكية للنظام السوري، أو التوجه نحو الحل السياسي والمضي قدمًا في سحب الشرعية والتعجيل بسقوط الأسد.
فبينما تؤكد الولايات الأمريكية أن الحل السياسي في سوريا غير ممكن مع وجود "الأسد" في الحكم، تقول أيضًا أن رحيل الأسد لم يعد من أولوياتها، بل الأولوية هي هزيمة تنظيم الدولة، وكسر النفوذ الإيراني في سوريا.
مهمة إسقاط الأسد
قبل يومين، قالها بوضوح الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) أن "الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر وبالطريقة المناسبة، من أجل مواصلة الدفاع عن المصالح الوطنية الهامة"، كما قال السيناتور الأمريكي (جون ماكين)، أن بشار الأسد "لن يسقط إثر الضربة الأمريكية أو بفعل ضربات صاروخية أخرى، بل سيتم إسقاط النظام من قبل الجيش السوري الحر عبر قوات مدربة ومجهزة من الجيش الحر الذي سينطلق نحو دمشق انطلاقاً من المناطق الآمنة التي سيتم إنشاؤها قريبًا".
يقول الباحث السوري (مهند الكاطع) أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تؤكد بأن أمريكا ذاهبة نحو الحسم العسكري، وواشنطن أرادت من ضربتها توجيه عدة رسائل لأطراف عديدة، فرسالتها للأسد بأن اللعبة انتهت وأيامه باتت معدودة ولا سبيل لاستمراره في الحكم.
وبحسب (الكاطع) فإن هذه الضربات تحمل أيضًا رسالة لمن يوالي الأسد وأركان نظامه، مفادها يجب أن "لا يعولوا على الأسد وعليهم الالتفات لمصالحهم خارج هذا النظام وتقديم خطوات باتجاه الحل الذي سعى النظام لتقويضه"، أما الرسالة التي تحملها الضربة للمجتمع الدولي وبالأخص روسيا وحلفاء النظام فمفادها أن "أمريكا ترامب غير أمريكا أوباما وبأن أمريكا ماضية لضربة أخرى تجعل الروس أمام خيارين، إما التفاوض على إنهاء الأسد وحقبته الدموية وأما مواجهة مع أمريكا وهذا مستبعد لدى الروس".
لذلك يتوقع (الكاطع) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" احتمال عودة المفاوضات الأمريكية الروسية حول مقايضة سوريا بأوكرانيا إلى الواجهة مرة أخرى، خاصة مع إصدار أوروبا مؤخرًا حزمة من القرارات لإلغاء التأشيرة بين أوكرانية والاتحاد الأوربي كخطوة في اتجاه الضغط الغربي على روسيا، ويشير (الكاطع) إلى أن القرار الأمريكي هو محاولة شرعنة أمريكية على مستوى الشارع الأمريكي لما سيقوم به ترامب من خطوات لا يمكن التكهن بأبعادها، "لكنها في اتجاه إزالة بشار الأسد وتصوير ترامب على أنه مخلص الشعوب من الدكتاتورية ومحاولة استعادة حلفاءها الخليجيين في المنطقة بشكل فعّال"، حسب (الكاطع).
ولا يستبعد (الكاطع) أن تشمل العقوبات الأمريكية حزب الله وإيران أيضًا، وربما تمتد لروسيا إذا لم تسفر زيارة وزير الخارجية الأمريكية المرتقبة لموسكو عن حلول وفق ما يطمح له الأمريكان اليوم.
قرار بـ"مخالب"
بدوره، يوضح المحلل العسكري (راني جابر) أن أمريكا في حال قررت فعل أي شيء سواء سياسيًا أو عسكريًا ضد النظام، فهي ستتريث حتى تجهز الوضع وتجهز القوة التي ستملأ بها الفراغ الناجم عن سقوط النظام أو على الأقل تحجيمه، ويضيف لبلدي نيوز "هي تدرك أن أي حركة مستعجلة ستكون غير ناجحة بشكل كامل، خصوصًا أن حلفاء النظام قد يعملون على شغل الفراغ الناجم عن سقوطه، وبخاصة إيران وميليشيا حزب الله"، ويشدد (جابر) على أن أي قرار سياسي إذا لم تكن له مخالب فلن يكون حقيقيًا، ويقول "يبدو أن أمريكا أظهرت مخالبها خلال ضربة الشعيرات ولا يعرف إذا كانت ستستخدمها جديًا لاحقًا ضد النظام".
ويوضح (جابر) أن سقوط النظام لا يتطلب الكثير من الجهد الأمريكي، سواء عسكريًا أو سياسيًا، فإنذار واحد للأسد بالتخلي عن الحكم سيكون كفيلا بهربه وحاشيته، ويختم بالقول "الفكرة الآن لم تعد بحد ذاتها سقوط النظام، لكن الفكرة والأمر الذي يجب التركيز عليه هو كيفية إزالة مخلفات أفعال النظام البشرية والعسكرية والديموغرافية والاجتماعية من سوريا، وضمان عدم تكرر تجربته فيها".
مشروع فقدان الأسد لشرعية
يعد الكونغرس الأمريكي مشروع لاعتبار بشار الأسد فاقدًا للشرعية ومجرم حرب، "بلدي نيوز" طرحت على المحامي والناشط الحقوقي السوري (غزوان قرنفل) تساؤلا حول ما الذي يمكن أن يحدثه اعتماد مثل هذا القرار؟ فأجاب "في حال اعتماد هذا القرار حقًا فإن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ستحذو حذو أمريكا وستسحب اعترافها بالنظام كممثل قانوني للدولة السورية وسيكون لذلك تبعات مهمة جدًا لجهة عدم مشروعية أي قرار أو إجراء أو قانون يصدره أو يتخذه وبالتالي إبطال كافة آثاره القانونية للنظام.
ويضيف قرنفل "من جهة أخرى أعتقد أن أمريكا - ترامب ستقارب الموضوع السوري من زاوية أن الحل في سوريا يقتضي بالضرورة ليس فقط محاربة الإرهاب في صورته الحالية، وإنما أيضًا اجتثاث بنية النظام الأمنية أيضًا وإعادة بناء منظومة حاكمة عبر صيغة سياسية تخرج الأسد وبعض أعوانه من الصورة".
ويقول قرنفل "نفرط بالتفاؤل لجهة الحسم العسكري الأمريكي، فغالبًا هذا غير متاح وليس في وارد الحصول، كون أمريكا تنأى بنفسها عن الغرق في مستنقع سوريا، لكنها تسعى لخلق مساحة جديدة لحل سياسي معقول يخرج الأسد ومنظومته من الحكم عبر حل توافقي مع الروس"، ويتابع "ليتم بعدها العمل على تقليم أظافر إيران وأدواتها الإرهابية في المنطقة".
العصا الغليظة الأميركية
يؤكد المحلل السياسي (عبو الحسو) أنه في حال تم تمرير المشروع الأميركي الخاص بفقدان نظام الأسد الشرعية بسبب ارتكابه المجازر باستخدام أسلحة محرمة دولية في قتل شعبه في الكونغرس، فسيكون ذلك بمثابة بداية النهاية لهذا النظام، كونه سيتبع ذلك خطوات بسحب الاعتراف القانوني من النظام في كافة الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية والأممية والاعتراف بالمعارضة السورية بديلاً عنه.
ويتابع (الحسو) القول لبلدي نيوز "الأيام القليلة القادمة ستكشف ذلك وتبين مدى جدية الإدارة الأميركية في استصدار هكذا قرار وإمكانية التغلب على الفيتو الروسي حيال ذلك أن تم التصويت عليه في مجلس الأمن"، ويوضح (الحسو) أن فرض عقوبات أو سحب الشرعية من النظام "قد يتبعه عقوبات ضد حلفاء النظام روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية وكل ذلك إن تم يساعد على تعجيل سقوط النظام".
ويشير (الحسو) إلى أن قصف مطار الشعيرات شكل تطورا إيجابيا، ولا سيما بعد التصريح المحبط للإدارة الأميركية بأن إسقاط الأسد لم يعد أولوية ولا يجب التركيز على ذلك في التعاطي مع المسألة السورية خلال الفترة الماضية التي سبقت الضربة.
ويستدرك "لكن هذا التطور إن لم يتبعه عمليات أخرى تظهر جدية الإدارة الأميركية وتظهر الحزم اللازم في التعاطي مع النظام السوري وكذلك الدفع والضغط باتجاه إجباره للقبول بالحل السياسي والتلويح بالعصا الغليظة الأميركية، فإن العملية برمتها لن تكون سوى (فركة أذن) فقط ليس إلا".

مقالات ذات صلة

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

قضائيا.. مجلس الشعب التابع للنظام يلاحق ثلاثة من أعضائه

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية