بلدي نيوز - (راني جابر- المحرر العسكري لشبكة بلدي نيوز)
يبدو أن نظام الأسد ليس في أفضل أحواله بعد غارته الكيماوية على خان شيخون وتبعاتها، فهو يعيش اليوم ضغطاً نفسياً وعسكرياً هائلاً، فقد دفع أمريكا لتنفيذ ضربة عسكرية ضده، بعد أن ارتكب جريمة "كيماوية" بطريقة فجة لم تسمح حتى لأقرب داعميه بالدفاع عنه بشكل فعال.
بغض النظر عن شكل وطبيعة الضربات التي قد يتعرض لها بعد هذه الضربة والتي يبدو أنها أخرجت مطار الشعيرات من الخدمة، لكن النظام يدرك تماماً مدى تعاسة وضعه العسكري والسياسي، وعجز حلفائه عن مساعدته في مثل هذه الحالات، التي تكون الكلمة الفصل لأمريكا، التي تدير ساحة الصراع في الشرق الأوسط، وتوزع الأدوار على اللاعبين في المنطقة وتعاقبهم بشدة إذا خالفوها.
الكل يعرف أن قوة النظام الجوية تعيسة ومهلهلة، ولكن الكثيرين لا يدركون أنه يكفي لتحييد القوى الجوية لنظام الأسد، شن موجتين من الغارات، تنفذها 24 طائرة قاذفة أمريكية (فقط) تطلق كلاً منها قنبلتين أو صاروخين ذكيين (فقط).
هذا ما أكدته دراسة (لمعهد دراسات الحرب) الأمريكي والتي نشرت عام 2013، عن حجم العمل العسكري اللازم لتدمير القوى الجوية للنظام أو تعطيلها، لمنعها من العمل من قواعدها الأساسية.
هذه الدراسة نشرت قبل بداية المعارك ضد تنظيم الدولة، لكنها تؤكد أن تكلفة القضاء على نظام بشار الأسد، ومنعه من ارتكاب المجازر عبر طائراته، لا تتجاوز في حدها الأعلى المجهود الحربي الذي يبذله التحالف ضد تنظيم "الدولة" خلال يومين إلى أسبوع من الغارات!
فمتطلبات تدمير القوة الجوية للنظام (التي يعرف الغرب جميع تفاصيها ونقاط قوتها وضعفها)، أو على الأقل تحييدها ليست متعذرة أو صعبة، بل ممكنة التحقيق جداً (حتى بالنسبة لدول الخليج).
فالنظام يعتمد بشكل أساسي على ستة مطارات في تنفيذ عملياته العسكرية، والتي لن تتطلب لإخراجها من الخدمة سوى 24 طائرة قاذفة (F15E ,F18E) تطلق كلاً منها قنبلتين أو صاروخين ذكيين "فقط" على المدرجات لتعطيلها.
يضاف إليها ثلاثة طرادات حاملة لصواريخ "توماهوك" والتي يمكن إطلاقها من البحر الأحمر، أو من الموجودة في الخليج العربي أو في البحر المتوسط ويكفي أن تطلق 24 صاروخاً (يمكن الاستعاضة عنها بالطائرات وقنابلها الذكية).
أما بالنسبة لتدمير الطائرات النفاثة الصالحة للعمل لدى النظام، والتي نفذت إحداها مجزرة الكيماوي انطلاقاً من مطار الشعيرات، فلا تحتاج أكثر من 109 صاروخ "توماهوك" فقط! (وهو أمر غير ضروري في حال تعطيل المطارات).
تدمير قوة الأسد!
بناء على الدراسة ستدمر الموجة الأولى من الهجوم (24 قاذفة وصواريخ توماهوك) المدرجات في المطارات لتمنع الطائرات من الإقلاع، ثم تتلوها الموجة الثانية التي ستدمر الطائرات النفاثة السليمة، والتي لن تستطيع الطيران بسبب تعطل المدرجات.
قد يشمل الهجوم أيضا تدمير البنية التحتية التي تدعم الطائرات من خزانات وقود ووسائل إيصال الوقود، والرادارات والأبراج في المطارات، ومستودعات قطع الغيار ومواقع صيانة الطائرات.
لم تذكر الدراسة متطلبات تدمير الطائرات المروحية لدى النظام، لكنها بالتأكيد أقل من متطلبات تدمير الطائرات النفاثة ويمكن تدميرها إما بطلعات جوية أو بالقصف الصاروخي أو بتدمير وسائل تشغيلها وإدامتها، من خزانات وقود وورشات تعمير وصيانة
حظر جوي!
بعد تنفيذ الموجتين من القصف، يمكن (في حال عدم قصف الطائرات) تنفيذ موجات أصغر من الهجوم عند الحاجة، في حال نفذ النظام أي عمليات صيانة لمدرجات مطاراته، لمنع صيانتها وإعادة تشغيلها لضمان استمرارية تعطيل المطارات، ما يعتبر بمثابة حظر جوي كامل الأركان، يسمح بانخفاض قدرة النظام على القصف بنسبة تتجاوز 30% وتسمح بإنشاء مناطق آمنة، وإنهاء مشكلة المجازر اليومية بحق المدنيين خارج نطاق مدفعيته، وتسمح بانهيار قواته على العديد من الجبهات.