بلدي نيوز – (عمر يوسف)
منذ دخول روسيا وإيران على خط ما يسمى بـ "الحل السياسي" في سوريا، والدولتان تلعبان دورا تمثيليا فاشلا بامتياز حول الوسيط النزيه والمحايد، الذي يهدف إلى إيقاف القتال في سوريا، والعمل على إيجاد حل سلمي يحافظ على وحدة الأراضي السورية، وينهي النزاع وفق قرارات الشرعية الدولية، في الوقت التي تثبت الوقائع عكس ذلك تماما.
ومع انطلاق مسلسل "أستانة" عمدت موسكو وطهران إلى طرح نفسيهما تحت مسمى الدول الضامنة للهدنة المزعومة في سوريا، والتي كانت تشهد خروقات عدة من طرف نظام الأسد، دون أن تحرك إحدى الدولتين ساكنا بهدف لجم قوات النظام عن الهجمات التي كانت يتعرض لها وادي بردى في ريف دمشق، التي انتهت بتهجير الأهالي والثوار من تلك المنطقة نحو الشمال السوري.
تطالعنا اليوم وكالة "سبوتنيك" الروسية بخبر يتحدث عن بيان مشترك صادر عن الرئيسين الروسي بوتين والإيراني روحاني، يقول إن الدولتين تؤيدان وحدة أراضي سوريا، وحل الأزمة سلميا، مضيفا أن كلا من روسيا وإيران تعملان على استدامة الهدنة من أجل نجاح مفاوضات جنيف!.
وبنظرة إلى مصالح كل طرف وحشوده على الأرض تؤكد الأحداث أن روسيا وإيران هما الأكثر استفادة من ديمومة الحرب ونزيف الدم السوري، فطهران تعمل بنفس طائفي مفضوح عبر الزج بآلاف المقاتلين الشيعة، لدعم نظام الأسد في حربه ضد الثوار، عبر أكثر من 60 ميليشيا طائفية من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان.
كما أن موسكو تمتلك ترسانة عسكرية هائلة في سوريا، وقواعد عسكرية في الساحل السوري، رغم كل ما أشاعت عنه في وقت سابق عن نيتها سحب قواتها من سوريا، لكن المعارك الأخيرة أثبتت أن الروس هم من يقدم الدعم والتغطية الجوية لقوات النظام وميليشياته على الأرض، وهو ما ينفي ما تعلنه روسيا عن دورها كوسيط ضامن أو حيادي.
ووفقا لتقارير حقوق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن روسيا ارتكبت جرائم حرب في حلب، إبان عملية إعادة احتلال المدينة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، في الوقت الذي تمول وتجند إيران المقاتلين الآسيويين الشيعة دعما للأسد، بحسب تلك التقارير.
وبعد هذه الأدلة والتقارير، كيف لأي سوري أن يصدق هذه التصريحات المثيرة للسخرية، في ظل غياب دور أوروبي أو أمريكي نزيه يوقف شلال الدم السوري، الذي يستمر بتواطؤ روسي إيراني، وانعدام أي تدخل عربي، سوى بالتصريحات الجوفاء التي ستأتي غدا أيضاً من "قمة" البحر الميت!.