بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
مع تسارع الأحداث وتقدم الثوار في ريفي حماة الشمالي والغربي وتحريرهم مناطق جديدة تمكنوا فيها من تطويق بلدة "قمحانة" التي كانت ولا زالت تعتبر البوابة الأساسية والكبرى التي سيلج منها الثوار إلى مدينة حماة .
وأُطلقت تسمية "قمحانة الأسد" أو "قرداحة حماة" على البلدة نظراً للسمة العامة التي ظهر عليها عدد كبير من أبنائها ممن اختاروا الوقوف في صف النظام في حربه على الشعب السوري، حيث اصطف المئات من شبان البلدة في صف نظام الأسد وتطوعوا في ميليشياته، وكانوا من أشد المقربين للعقيد سهيل الحسن بعد أن رافقوه في معظم معاركه، وكان أبرزهم مرافقه الشخصي الشبيح وائل الصالح الملقب ب "طرماح" الذي قتل نهاية عام ٢٠١٥ قرب مطار كويرس بريف حلب الشرقي، وسميت بعدها كتائب الشبيحة في قمحانة بـ"الطراميح" نسبة للقب الشبيح وائل الصالح ، وقد قدمت قمحانة مئات القتلى دفاعا عن الأسد وليهم المجرم.
وتقع بلدة قمحانة على المدخل الشمالي لمدينة حماة، وتبعد عنها حوالي ٨ كم، ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي ١٥ ألف نسمة وفق آخر إحصائية لعام ٢٠٠٩.
وعن سبب إطلاق التسميتين الأخيرتين على البلدة، قال الناشط الإعلامي أحمد صباح من قمحانة لبلدي نيوز: "إن نظام الأسد الأب منذ اغتصابه السلطة في سوريا سعى جاهداً لفصل مدينة حماة عن امتدادها السني في الريف الشمالي الأكبر من حيث التعداد السكاني للمدينة، فدعم عائلة السباهي الدخيلة على البلدة منذ الثمانينات، والتي ساعدته في أحداث حماة، بالإضافة إلى دعم عائلة الطماسة البعثية، حيث كافأ هذه العائلات بالعديد من المناصب والامتيازات لتصبح فيما بعد من أغنى العائلات التي اجتذبت إليها معظم الأقليات الفقيرة في البلدة، وأمنت لهم أعمالاً في أملاكها ليصبح ولاؤها لهذه العائلة التي توالي بدورها نظام الأسد".
وتابع "الصباح" أنه ومع بداية الحراك السلمي خرجت عدة مظاهرات في البلدة جوبهت بمسيرات مؤيدة من قبل العائلتين سابقتي الذكر، ودارت العديد من الاشتباكات بالعصي والحجارة بين الموالين والمعارضين وانقسمت البلدة إلى حيين غربي وشرقي، وكان الحي الغربي يعتبر معقلاً للمعارضين من الثوار في حين كان الشرقي بؤرة للمؤيدين، ولقربهم من مدينة حماة شاركوا بالعديد من مظاهرات المدينة والتي اعتقل فيها العشرات من أبناء البلدة".
وأردف بالقول: "مع دخول جيش النظام إلى مدينة حماة اقتحم البلدة وقتل وأسر العشرات من أبناء البلدة، ما أجبر معظم المطلوبين على الخروج من البلدة، وجند كل الموالين له وأعطاهم مطلق الصلاحيات في الإساءة للعائلات المعارضة من سلب ونهب وخطف وابتزاز وحرق للمنازل" لذلك أطلقت هذه السمة على المدينة لشدة الموالين فيها وللصلاحيات المطلقة في حماة ريفاً ومدينة والتي أعطاهم إياها نظام الأسد متمثلاً بالعقيد النمر .
ومع تقدم الثوار إلى أطراف المدينة وتمكنهم من تدمير العديد من الآليات والمجنزرات العسكرية والمقاومة الشرسة لشبيحة البلدة الذين ربطوا مصيرهم بمصير الأسد، باتت بلدة قمحانة قاب قوسين من التحرير، وعلى موعد قريب لعودة ثوارها الذين نفوا منها قسراً.