بلدي نيوز –( خاص)
نظمت منظمة "Tekder" التركية التي تهتم بشؤون الطلاب والتقنيين المسلمين في تركيا والدول لإسلامية، اليوم السبت في مدينة اسطنبول، إفطاراً ومحاضرة حول "تاريخ التقنية" والعلوم الهندسية والطبية في العالم، وإسهامات العلماء المسلمين عبر التاريخ، كذلك قدمت محاضرة تعريفية و"تحفيزية" للطلاب والشباب من العديد من الدول الإسلامية حول علوم الفضاء، مع رائد الفضاء السوري (محمد فارس) والذي يعتبر ثاني رائد فضاء مسلم في التاريخ البشري، والتي قدم فيها رائد الفضاء السوري عرضاً لخطوات التجهيز لمهمته في الفضاء، والتدريبات المختلفة لرواد الفضاء، وكيفية اختيارهم، والمهام الموكلة لهم خلال الرحلة، والتجارب العلمية التي قام بها خلال رحلته للفضاء عام 1987.
كما تحدث رائد الفضاء السوري (محمد فارس) عن مجالات علوم الفضاء وتقنياتها واستخداماتها، وتأثيرها على حياة الناس، وجاوب على العديد من الأسئلة التي طرحها الطلاب الذين نظمت من أجلهم هذه المحاضرة (طلاب جامعات تقنية واختصاصات علمية وهندسية من أفريقيا وأواسط أسيا وتركيا وسوريا).
نظام الأسد عدو العلم والعلماء
كما روى (محمد فارس) قصصاً من تجربته الشخصية ومعاناته مع نظام الأسد، الذي همشه واضطهده، ورفض أي أفكار تتعلق بإنشاء مراكز رصد فلكي أو معاهد لعلوم الفضاء، وأكد (فارس) خلال المحاضرة أنه قابل أحد مسؤولي النظام، الذي رفض قطعاً أي فكرة لإنشاء أي مؤسسة تعليمية مرتبطة بعلوم الفضاء، واحتج بقوله (علينا إطعام الناس خبزاً قبل التفكير بالفضاء)، تلك الحجة التي فندها (فارس)، بتأكيده أن حبة القمح تزرع وتنمو وتحصد بمساعدة المركبات الفضائية المختلفة (من أقمار صناعية لمراقبة الأرض والأرصاد الجوية وغيرها).
علوم الفضاء سر التقدم والتطور
وشدد (فارس) أن الأمم المتقدمة تسيطر على الفضاء وتستخدمه للسيطرة على الأرض، حيث تسيطر التطبيقات العسكرية على 70% من المركبات الفضائية التي تسبح حول الأرض.
لكنه استدرك، أنه يجب تعليم علوم الفضاء لطلاب المدارس منذ الصف الأول، حيث ركز (فارس) على أهمية غرس المعرفة حول هذه التقنيات في نفوس الجميع، سواء طلاب المدارس والصناعيين والسياسيين وجميع أفراد المجتمع، لما لها من أهمية في تطور المجتمع وتقدمه.
وأكد فارس أن "بيرق الأمة" أصبح الآن بيد تركيا، البلد الإسلامي الأكثر تطوراً وقوة، وأكد مرة أخرى على ضرورة أن يتعلم الأطفال منذ سنوات المدرسة الأولى علوم الفضاء وتطبيقاتها، والاهتمام أكثر بالاستثمار في هذا المجال، حتى ترتقي الأمة وتحوز مكانتها الحقيقية بين الأمم.
وفي نهاية المحاضرة تم تكريم رائد الفضاء السوري (محمد فارس) بهدية تذكارية، والتقط الطلاب من العديد من دول العالم صوراً تذكارية مع رائد الفضاء السوري، والذي يمثل طرحه لأهمية تعليم التلاميذ في المدارس لعلوم الفضاء فكرة عظيمة، قد تحقق من خلالها تركيا ريادة العالم، وترفع أسهما في جميع المجالات التقنية، لما لهذه التقنية من انعكاسات على جميع مجالات الحياة.