بلدي نيوز - (ميار حيدر)
لم ينجُ أحد من بطش قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، فمنهم من قُتل ومنهم من هُجر ومنهم من اعتُقل، ومنهم من زُج به قسراً على الجبهات المشتعلة كي يتم التخلص منه، ومنهم من تعرض منزله للسرقة بقوة السلاح تحت مسمى "التعفيش".
وفي أحدث أساليب الجرائم المتبعة من قبل عصابات مسلحة تابعة لنظام الأسد، باتت تطفو على السطح جرائم قتل سائقي التكسي العمومي في الساحل السوري بعد استجرارهم من العاصمة دمشق نحو الساحل من قبل متطوعين في قوات النظام بذريعة "طلب خارجي من محافظة لمحافظة".
إلا أن سائقي التكسي ممن وقعوا بكمائن مسلحة لم يكونوا على دراية وعلم بأنهم يساقون للنحر بعد إخراجهم نحو مدن الساحل، حيث تداولت مصادر ميدانية في العاصمة، بأن الأسبوع الحالي شهد أربع جرائم طالت سائقي تكسي عمومي ينحدرون من العاصمة، وجميعهم تمت عملية تصفيتهم في اللاذقية وطرطوس وصافيتا.
الصفحات الموالية للأسد أكدت حدوث الجرائم زاعمة بأن الفاعلين غالباً هم "مجهولون"، إلا إن الناشط الإعلامي في دمشق "محمد الشامي" أكد لـ "بلدي نيوز" بأن كافة الجرائم التي حصلت بحق سائقي التكسي العمومي من أبناء دمشق وريفها وقعت بأيدي عناصر متطوعة، تتذرع بأنها ذاهبة لقضاء "إجازة" في منازلهم بالساحل.
وقال "الشامي": "العناصر الموالية للأسد تستغل ثلاثة أوامر لتنفيذ جرائمها، ومن تلك العوامل غياب المحروقات وفقدانها، حيث يتذرع أفراد العصابة بأنهم يريدون الوصول لمنازلهم بأسرع وقت حتى يستغلوا الإجازات المعطاة لهم، وبأنهم غير قادرين على انتظار وسائل النقل العامة، وعند الوصول إلى المناطق القريبة من قراهم، يتم تهديد السائق بإعطائهم كل ما يملك من أموال وثبوتيات، ثم يقومون بتصفيته على قارعة الطريق ويسرقون السيارة".
وزاد المصدر بأن عمليات "تشليح" سائقي التكسي العامة في العاصمة استمر منذ سنوات ولا تزال نسبته ترتفع، كما نوه إلى إن غالبية حوادث التشليح العلني تحدث خلال ساعات المساء، حيث تستغل عناصر النظام السوري انعدام الحركة في الشوارع لارتكاب عملية السرقة بقوة السلاح.
وأشار إلى إن غالبية أحداث السرقة التي تحصل في العاصمة يدفع ثمنها العامل على سيارات الأجرة إما من ماله الذي اكتسبه خلال ساعات النهار أو من جسده وماله، حيث يتعرض السائقون للضرب والشتم في حال تأخروا عن تقديم ما بحوزتهم لحواجز الأسد.