بلدي نيوز – (محمد خضير)
دارت اشتباكات عنيفة، أمس الاثنين، بين فصيل "أحرار الشام" من جهة، وهيئة "تحرير الشام" من جهة ثانية، في بلدة المسطومة بريف إدلب.
وفي التفاصيل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيلي هيئة "تحرير الشام" وحركة "أحرار الشام" في بلدة المسطومة بريف إدلب، وخلفت الاشتباكات قتلى بين الطرفين، بالإضافة إلى إصابة عدة مدنيين بجروح ومنع سيارات الإسعاف والأهالي من إسعاف المصابين.
وسيطرت هيئة "تحرير الشام" على بلدة المسطومة ومعسكرها، ومعمل البلاستيك، بالإضافة إلى ورشة تصنيع الأسلحة الخاصة بالحركة، بعد اشتباكات عنيفة دامت لساعات مستمرة.
وأصدرت حركة "أحرار الشام" بياناً، مساء أمس الأثنين، مفاده إنها واعتباراً من أمس الأثنين ستضطر للرد على أي "بغي" والتصدي له بقوة رداً للظالم على ما لا يحل له، وأنها حاولت "كظم الغيظ وتغليب الصالح العام والميل عن الخيار العسكري لرد البغي ما أمكنها"، ودعت منذ أول يوم تشكلت فيه "هيئة تحرير الشام" لحل الخلافات بيننا وبينهم بشرع الله لا شريعة الغاب، وأنها لازالت تطالب بذلك، حرصا على عدم انزلاق الساحة في مستنقع دموي لا منتصر فيه سوى النظام وأشياعه، إلا أن ذلك لم يزد سوى في حوادث الاعتداء تجاه الحركة.
وأضاف البيان "قوبلنا باستهداف حركة أحرار الشام الإسلامية والرغبة في هز تماسكها، الأمر الذي نرى أن الهيئة سخرت لأجله جل جهدها العسكري والإعلامي خلال الفترة الماضية، فمن (بروباغاندا إعلامية) عن انشقاقات وهمية أو مضخمة تصور للمتابع خروج الآلاف من مجاهدي أحرار الشام باتجاه الهيئة -والذين لم يتجاوزا بضع مئات- إلى استحلال الاستيلاء على سلاح الحركة وممتلكاتها التي تكون أمانة في حوزة من خرجوا للهيئة، وانتهاء بحوادث الهجوم المسلح على عدة مقرات ومستودعات للحركة في حوادث متكررة وممنهجة -بشكل شبه يومي مؤخرا- كمعمل العلبي في ريف حلب ومعمل الغزل بمدينة ادلب وورشة سلقين ومعسكر المسطومهٔ وعدد من الحواجز وغیرها الکثیر".
وأشارت الحركة إلى أنها فور إعلان عدة فصائل اندماجها في فصيل جديد سمي بـ"هيئة تحرير الشام" سارعت الحركة إلى مباركة هذا الاندماج، رجاء أن يكون خطوة في تحقيق وحدة الساحة، وتحكيم الشرع، وإيقاف الاعتداءات، خصوصا أن قائدها قد بشر بإيقاف البغي والدماء التي سبقت إعلانها.
بدورها، اتهمت هيئة "تحرير الشام" الحركة بتفشيل الاندماج واختلاق الأعذار الواهية التي تفضي إلى إعادة الأمور لنقطة الصفر، مقدمة في ذلك مصلحتها التنظيمية وإصرارها على إبقاء نفسها في كيان مستقل وحجر عثرة في وجه توحد الساحة كاملاً.
وجاء اتهام الهيئة في بيان نشر على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف البيان "بعد نكول "أحرار الشام" عن الواجب الشرعي، اجتمعت كبرى الفصائل في الساحة السورية بالإضافة إلى عدد من المشايخ المستقلين، وتم الاتفاق على إعلان هيئة "تحرير الشام" ليكون المشروع الأمثل، وبفضل الله تلا إعلان الهيئة إعلان لعشرات من الألوية والمجموعات والشخصيات المعتبرة انضمامهم لهذا المشروع المبارك -ولا يزال-.
وتابع البيان، "مع انضمام ثلة من قادة الحركة وجنودها الفاعلين لهيئة "تحرير الشام" تحت قيادة الشيخ "أبي جابر هاشم الشيخ"، ذهبت قيادة الأحرار الحالية إلى الحفاظ على كيانها مستقلاً بعيداً كل البعد عن المشروع الجامع، وبدأت بتثبيت جنودها عبر بث الشائعات وكيل التهم والأكاذيب ضد مشروع الهيئة من خلال جولات ميدانية مكوكية وحملات إعلامية منظمة، وبدأت بوصف المشروع بـ"البغي"، وتحريض جنودها على قتال الهيئة، وتنصيب وتقديم الشخصيات المتهورة ضمن المناصب السيادية، وما ذاك إلا تمهيداً ليوم تورط فيه جنودها بقتال المجاهدين، حيث أن قيادة الحركة لم تكتف أن حبطت آمال أهل الشام ونأت بنفسها عن مشروع التوحد الذي يحقق تطلعاتهم، بل بدأت بسلسلة ممارسات معروفة المقصد من إطلاق الأوصاف الشرعية، انتهاء بإدخال الساحة في دوامة اقتتال داخلي لا تحمد عقباه".
وأضافت "تحرير الشام" في بيانها "مع كل مجموعة ولواء من "أحرار الشام" يسارع للانضمام لمشروع الهيئة، تبدأ الحركة بالحشد عسكرياً وإعلامياً بالطعن واللمز والتحريض، مستفزة من انضم إلينا ومحرضة على قتالنا في سلوك غير مسؤول من قيادة الحركة الحالية، ويتم ذلك عن تخبط واضح في سلوكها وسعيها لإثبات وجودها في الميدان ولو على حساب جنودها، فمن عمل عسكري متسرع فاشل، إلى استنفارات عشوائية".
ووجه البيان نداء إلى رجال الحركة قائلاً "لقد وصلت الساحة السورية إلى مفترق طرق، والثورة والجهاد اليوم أمانة في أيدينا، فإما أن نصونه ونحافظ على مكتسباته بصدق، مكملين بذلك سيرة قادتكم الشهداء الأوائل، فنكون قوة لا تُكسر وإرادة لا تُقهر، يجمعنا مشروع سني يحقق أهداف ثورتنا ويوصلنا إلى النصر، أو أن يضيع الجهاد وتضحياته بأيدي مغامري السياسة وفتاوى التحريض من الخارج، وما لهذا خرجتم وقدمتم، فلا تضعوا دماءكم في قتال إخوانكم، ولا تلقوا بأسماعكم إلى من يحرضكم على قتال إخوانكم ويدعوكم لحرف سلاحكم عن وجهته الصحيحة"، بحسب ما جاء في البيان.