بلدي نيوز – إدلب (صالح أبو اسماعيل)
يعيش النازحون في مخيمات أطمة على الحدود السورية التركية حالة مأساوية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، دون وجود أدنى مقوّمات الحياة، ويتزامن ذلك مع ارتفاع حدة المعارك بريف حماة الشمالي، والقصف الجوي من قبل الطيران الروسي على المناطق المحررة في شمال سوريا.
ويقدر عدد النازحين في مخيمات أطمة بـ 54 ألف نسمة، موزعين على 55 مخيما، نزحوا من أرياف إدلب وحماة وحلب، بعضهم نزح مؤخراً على خلفية المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي، وكثافة القصف الجوي من قبل طيران النظام والطيران الروسي.
ويبلغ عدد العائلات التي نزحت مؤخراً ولم تجد خيماً قماشية تأويها بـ 2700 عائلة، يعيش أغلبهم تحت أشجار الزيتون قرب المخيمات بانتظار من يؤمن لهم خيماً تقيهم برد الشتاء وأمطاره الذي بات على الأبواب.
وتنبأ ناشطون بوقوع كارثة إنسانية إن لم تستدرك المنظمات الإنسانية، ومؤسسات المعارضة الوضع بتأمين الخيم واللباس لهؤلاء مع اقتراب فصل الشتاء، فأطلقوا حملة "أسكنوهم" في محاولة للفت انتباه المنظمات الإنسانية الدولية والعربية لإنقاذ النازحين من الكارثة المحتملة مع حلول فصل الشتاء.
بسام أبو محمد أحد أعضاء الحملة، قال لبلدي نيوز "أطلقنا حملة أسكنوهم بهدف إيواء العائلات التي نزحت مؤخراً، ولم تجد إلا أشجار الزيتون تأويها، فقمنا نحن مجموعة من الناشطين بمناشدة عدد من المنظمات والحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني، فلم يستجب لنا إلا بعض المنظمات الإنسانية السورية الصغيرة".
وأضاف، "استحضرنا قبل إعلان الحملة ما حدث السنة الماضية خلال فصل الشتاء، إذ قضى أربعة أطفال من البرد، ناهيك عن 400 خيمة اقتلعتها العواصف، فشرد قاطنوها في ذروة العاصفة، فضلاً عن السيول التي اجتاحت المخيمات فتسرب الماء لكثير من الخيم".
ومن أهم المشكلات التي تواجه المخيمات هي الخيم التالفة نتيجة الحرارة العالية في الصيف وانخفاضها في الشتاء، ناهيك عن الرياح التي مزقت عدداً كبيراً منها على مرِّ الأيام.
وقال أبو محمود نازح من ريف حماة الشمالي في مخيمات أطمة لبلدي نيوز "لم تعد الخيم صالحة للاستعمال، وسعيد الحظ من استطاع استبدالها وحظي بخيمة جديدة تمنع تسرب المياه في فصل الشتاء، ولم نستطع المطالبة باستبدال الخيم نظراً لوجود عشرات العائلات تنزح إلى المنطقة يومياً إلى بلدة أطمة نتيجة القصف اليومي في الداخل السوري".
وليس الوضع الصحي والتعليمي بأفضل حال من أوضاع الخيم المهترئة، فالمراكز الصحية والنقاط الطبية غير كافية لاستيعاب أعداد المرضى وخاصة في فصل الشتاء، وما يحمله من امراض نتيجة البرد الذي لا تستطيع الخيم دفعه في ظل انعدام مواد التدفئة، كما أن المدارس الموجودة في المخيمات غير قادرة على استيعاب كل الأطفال في المخيمات، فيضطر عدد منهم للذهاب إلى مناطق بعيدة للتعلم ومنهم من يستأثر البقاء دون تعليم لان أهله لا يستطيعون دفع تكاليف الدراسة، وفق القائمين على الحملة.