بلدي نيوز – مخيم الركبان (خاص)
ليست صواريخ الطائرات الحربية الروسية، ولا براميل مروحيات النظام ما يسبب الموت والإعاقة في سوريا فحسب، فقد ساء الوضع الإنساني والطبي بشكل مأساوي، ليكون عاملا إضافيا يجهز على أحلام من تبقى لهم فرصة في العلاج والحياة.
"حلا" ذات العشرة أعوام طفلة من مدينة تدمر السورية، قد لا تبصر عيناها النور مجددا، لافتقار مخيم "الركبان" الذي تعيش فيه مع والديها، للتجهيزات الطبية الحديثة التي قد تحد من خطر مرضها، وتساعدها على الشفاء منه.
وتعاني "حلا" من مرض نادر أصاب عينيها، إذ يتطلب مرضها عناية طبية فائقة وغذاء صحيا، ومراقبة دائمة ودورية، كل تلك المتطلبات لم يتوفر منها شيء إلى الآن.
"محمد الحمصي" مدير شبكة تدمر الإخبارية، قال لبلدي نيوز "إن الأطباء شخصوا حالة حلا قبل نزوحها للركبان وأكدوا أنها تعاني من مد نظر في إحدى عينيها وقصر نظر في الأخرى، وقال الأطباء بأنّ النقطة العمياء في عينيها في توسع مستمر، ويئس الأطباء من علاجها وأخبروا والديها بأن حالتها غالباً ستنتهي بالعمى".
وأضاف الحمصي أن "الأطباء يحاولون تفادي الأمر قدر الإمكان عبر فحوصات دورية كل أربعة أشهر بتخطيط للشبكية وكل 15 يوماً بتغيير عدسات نظاراتها، وحذروا والديها من إهمالها وإهمال العناية بعينيها".
واستمرت "حلا" بعدها بهذا العلاج لمدة سنة ولاحظت الطبيبة بعد كل هذا الجهد وهذه الرعاية وبعد تزويدها بالفيتامينات والاهتمام بتغذيتها بأن نظرها في تحسُّن.
وبحسب "الحمصي"، فبعد خروج "حلا" مع عائلتها لمخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية "أُهملت صحة عينيها بالكامل كما زاد حالتها سوءاً وضع والدها المادي السيئ الذي لم يعد يستطيع توفير الغذاء المناسب والظروف المحيطة المناسبة لصحة عيني حلا".
وازدادت حالة الطفلة سوءا، بسبب الافتقار للتجهيزات والمستلزمات الطبية بمخيم الركبان والتي لا تتوفر لمثل هذه الحالات الخاصة".
وناشدت "حلا" عبر بلدي نيوز قائلة "بدي تساعدوني لضل شوف بعيوني، لأنه دايما عم يوجعوني، وأمي وأبي خائفين علي ما روح دكتور لأنهم ما في عنا دكاترة عيون".
وقال والد "حلا" لبلدي نيوز: "إنني أمر في أصعب اللحظات في حياتي الآن.. لا أرى أي مخرج لابنتي الصغيرة سوى مناشدة ما تبقى من ضمير هذا العالم، فابنتي لا تحتاج سوى لخروجها لمنطقة آمنة في أي مكان للعالم نستطيع خلالها توفير العلاج المناسب لها".
مأساة إنسانية وأطفال لا ذنب لهم، سوى وجودهم في منطقة أرادها العالم أن تكون حلبة صراع وتنافس دولي وإقليمي، يكون فيه أهلها حطباً لها، في ظل تخاذل واضح عن تقديم طروحات جدية تنهي المأساة الإنسانية.