بلدي نيوز – (منى علي)
فند الناطق باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، تصاريح صحفية تحدثت عن تبني إدارة أوباما خطة تركية لتحرير الرقة تقضي بمشاركة تركيا بأربعة آلاف جندي في المهمة، بل على العكس من ذلك، قال ناشطون محليون إن واشنطن عززت حضورها العسكري ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منبج شرقي حلب، بعد زيارة جنرالين أمريكيين للقوات الكردية في شمال سوريا الأسبوع الفائت، ما يعني أن خيارات واشنطن تبدو أقرب للتحالف مع (قسد) للمضي في معركة (غضب الفرات) التي بدأتها قبل أشهر لتحرير الرقة، في الوقت الذي سلمت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خطة هزيمة تنظيم "الدولة" للبيت الأبيض، ولم تكشف عن تفاصيلها أو الحلفاء الجدد فيها، إلا أنها قالت إنها ستضمن نصراً سريعاً على التنظيم في كل أماكن وجوده، وليس في سوريا والعراق وحسب.
فهل توقف واشنطن تمدد (درع الفرات) وتمنع تركيا والجيش الحر من عبور الفرات شرقا، وهل يمكن أن تتعاون مع نظام الأسد الذي وصلت قواته مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة (قسد) في ريف حلب الشرقي؟.. وأين تكمن مصلحتها في استبعاد تركيا وفصائل الجيش الحر من معركة الرقة؟.
الكاتب الصحفي السوري، نجم الدين سمان، قال لبلدي نيوز معلقاً: "لطالما قلتُ بأنّ داعش هي الشمّاعة التي يُعلِّق الجميعُ عليها ملابسَهُم الداخلية.. حين يُمارسون السياسة!؛ ولهذا فإنّ مليون شهيدٍ سوريٍ.. ليسوا بحُسبانِ أحدٍ حتى الآن؛ حتى لو كان سيُضاف إليهم آلاف السوريين المدنيين لدى قصف داعش؛ فالأمريكيّون والروس وسواهم يعرفون بأنّ قصفهم سيقتل 10 أشخاصٍ بينهم داعشيٌّ واحد فقط!".
وعن خطة ترامب الجديدة، أضاف الصحفي والكاتب السوري "سمان": "أعتقد بأنّ خطة الإدارة الأمريكية ستبقى كما هي: محاربة داعش وليس إزاحةَ النظام الأسدي؛ وستبقى ورقةُ داعش ذريعةً لوجودها الاستراتيجي في المنطقة؛ وبخاصةٍ بعد الاحتلال الروسي لسوريا الأسديّة؛ وتحجيماً للحرس الثوري الإيراني وميليشياته العراقية؛ كما لحزب الله من المسّ بأمن إسرائيل؛ ولن تأبه الإدارة الأمريكية حتى لو تمّ استبدال أوباما بترامب فيها؛ بالموقف التركيّ ولا بهواجسه من حزب العمال الكردي بجناحيه: التركي والسوري؛ بل إنّ الغرب عموماً وإسرائيل معه؛ سيُواصلون سياسةَ إضعافَ كلّ الأطراف في الساحة السورية.. وصولاً إلى حَلٍّ يرضيهم؛ حتى لو كان لا يُرضِي السوريين: معارضةً ونظاماً..سواءً بسواء؛ ففي لعبة النفوذ والمصالح لا وجودَ للمبادىء والأخلاقيات ولحقوق الإنسان؛ كما لا وجود لشريكٍ أو حليف دائِمَين؛ إذ يمكن للحليف أن تنتهي صلاحيته في سوق السياسة الاستهلاكي؛ كما نرى اليومَ التهميش المُستمرِّ للدور التركيّ والخليجيّ معاً؛ وهذا سيطال حزب اوجلان السوريّ لاحقاً.. حالما تنتهي مهمته".
ولا يرى الصحفي "سمان" جديداً في أفق المنطقة عامة وسوريا خاصة، حتى بعد التحولات الكبرى التي أحدثها الربيع العربي، يقول: "أستطيع القول بأن الترويكا (الأمريكية - البريطانية – الإسرائيلية) ما تزال تُمسِكُ بمصائر المنطقة منذ عقود؛ حتى لو حاول بوتين المشاغبة؛ أو حاولت إيران؛ كما أستطيع القول بأنه لو استفقنا صباحاً على نهاية داعش نهائياً؛ فإن الوضع في سوريا سيظلّ كما هو؛ وربما سيحتاج الأمر إلى تصنيع شمّاعة جديدة؛ طالما أن الثورة السورية كانت ستغيّر استراتيجيات المنطقة لمئة عام قادمة؛ لهذا تمّ ويتمّ احتواؤها المزدوج من قبل أصدقاء سورية ومن أعدائها في آن معاً".
ويختم "سمان" بالقول أن "المُشترك بين الجميع.. عداؤهم لثورات الربيع العربيّ؛ ولأعظمها: الثورة السورية الكبرى على الطغاة والغزاة".
إلا أن تركيا، وعلى الرغم من تزاحم إرادات الدول الكبرى على ضفتي الفرات، تبدو عازمة على المضي قدماً في خطتها التي أعلنتها دون مواربة مراراً وتكراراً، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، أن تركيا وقوات "درع الفرات" المكونة من فصائل الجيش السوري الحر، ماضون إلى منبج بعد تحرير الباب، ويبقى هذا التصريح مهماً ومعلقاً إلى حين وضوح الخطة الأمريكية – الروسية لتوزيع السيطرة حول ضفتي الفرات السوري.